المسرى .. متابعات
“مالي سوفي”.. أي بيت صوفي، وهو اسم عائلة كانت تقطنه منذ قرن ونصف في السليمانية، صار مكانا يجمع المكونات المختلفة من جميع أنحاء العالم من المصطافين للتمتع بتراثه القديم.
يقع هذا المنزل في شارع صغير وتحيطه محال تجارية وسط مدينة السليمانية في منطقة “صابون كران” قرب السوق الكبير وهو معروف على نطاق واسع هناك.
تحول “مالي سوفي” إلى مقهى ومركز ثقافي ومكان للتجمع، وإقامة الحفلات، ويتردد عليه المتذوقون للأشياء التراثية ومحبو الأكلات الشعبية الكوردية وألعاب الشطرنج وغيرها.
يحمل المنزل ذكريات عديدة تنساب من جدرانه التي تعود لأكثر من 150 عاماً.
أحمد صوفي، وهو مالك المنزل، يسكن في أوروبا، لكنه يعود بين حين وآخر لزيارة بيت عائلته، يعتقد أن عائلته اشترت المنزل منذ أكثر من 150 عاماً بمبلغ 300 دينار فقط.
وقال، إن “والدته احتفظت بالمنزل بعد وفاة والده كإرث عائلي، وامتنعت عن بيعه رغم مرورها بمصاعب اقتصادية كون المكان يعتبر محلًا للتعايش السلمي بين المكونات المختلفة من جميع انحاء العالم. “
ويحتوي المنزل على مقاعد مصفوفة في حديقته وبعض غرفه لتكون تجمعاً للأصدقاء، وهي مفتوحة أمام من يوّد تناول الطعام وسط التحف والأثريات، وكذلك لإقامة حفلات عقد القران على الطرق الكوردية التقليدية.
في الداخل، يضم المنزل أغراضا وأدوات وملابس وعملات قديمة تعكس شكل الحياة الكوردية في الماضي. وقد أعادت دائرة الآثار إعماره ليكون مشابها للحال الذي كان عليه عند تشييده، وماتزال أبوابه مفتوحة للزائرين.
و”مالي سوفي” يعتبر نموذجاً للحياة الكوردية، وقد سُلم إلى دائرة الآثار العراقية، وحولت ملكيته إليها في نهاية تسعينيات القرن الماضي للحفاظ عليه وتخليد ذكرى مالكته أيضاً، وقد اشترط مالكوه على الدائرة عدم بيعه.