تواصل الحوادث المرورية حصدها للأرواح وبلا هوادة ، فكل يوم تقريبا تفجع عوائل بأحد أفرادها او ربما اكثرواحيانا يذهب ضحيتها عائلة بأكملها ، رغم الإجراءات الحكومية للحد منها .
وارتفعت نسب الحوادث المرورية بشكل ملفت مسجلة ارتفاعا بنسبة (8%) عما كانت عليه عام 2021
ويعدّ 2021 من أكثر الأعوام الذي شهد ارتفاعا بالحوادث المرورية التي تفتك بأرواح العراقيين، إذ سجل 8286 حادثا مروريا، توفيّ على إثرها 2152 شخصا، لتتفوق هذه الماكينة على ضحايا العمليات الإرهاب وحالات العنف والانتحار، بمعدل 22 حادثا في اليوم تودي بحياة 6 أشخاص يوميا.
وفي 2023-3-13 كشف الجهاز المركزي للاحصاء في وزارة التخطيط عن تسجيل (11) الف و(523)حادثا مروريا خلال العام الماضي 2022 منها (3079) حادثا مميتا بنسبة (26.7%) وغير مميت (8444) حادثا وبنسبة (73.3%) عدا إقليم كردستان ، مقابل (10659) حادث في سنة 2021 وبارتفاع بلغت نسبته (8.1%) .
واوضح المتحدث الرسمي بإسم الوزارة عبدالزهرة الهنداوي ان عدد ضحايا الحوادث المرورية ارتفع خلال السنة الماضية بنسبة (6.8%) وارتفاع في عدد الجرحى بنسبة (12.9%) عن سنة 2021، مشيرا الى ان عدد الوفيات الناتجة عن تلك الحوادث بلغ (3021) متوفيا، منهم (2474) متوفيا من الذكور وبنسبة (81.9%) والإناث (547) متوفية بنسبة (18.1%) من المجموع الكلي للوفيات مسجلا” نسبة ارتفاع مقدارها (6.8%) مقارنة بالسنة الماضية حيث كان عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2021 (الوفيات) (2828) أما بالنسبة للجرحى المصابين بحوادث المرور لسنة 2022 فقد بلغ (12677) مسجلا” نسبة ارتفاع مقدارها (12.9%) عن سنة 2021 حيث كانت (11230) جريح .
الهنداوي أشار ايضا الى ان حوادث الاصطدام سجلت أعلى نسبة حيث بلغت (6493) حادث بنسبة (56.3%) من مجموع الحوادث تليها حوادث الدهس (3724) حادث بنسبة (32.3%) ثم حوادث الانقلاب (1098) حادث بنسبة (9.5%) أما الحوادث الأخرى فبلغت (208) حادث بنسبة (1.8%)، مبينا ان السائق كان سببا في تسجيل اعلى نسبة من الحوادث المرورية وبنسبة مقدارها (79.2%)، اما الحوادث بسبب السيارة فكانت نسبتها (8.1%)، وبسبب الطريق بنسبة (6.2%) أما بقية الأسباب فقد بلغت نسبتها (6.5%) من المجموع الكلي للحوادث والبالغ.
واحتل حوادث السير الصدارة في أسباب سقوط الضحايا في البلاد ، متقدمة بذلك على ضحايا العمليات الإرهابية والعنف، وكذلك حوادث الحرائق التي تسجّل معدلات مرتفعة.
وسجلت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات في الاونة الاخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حوادث السيروبشكل شبه يومي, غالبا ما تتسبب بمصرع وإصابة العديد من الأشخاص، ويرجع سببها كثيرون إلى حالة الطرق السيئة، وفقدان البنية التحتية من إشارات مرورية، أو ضوابط السلامة، ما يخلف نتائج كارثية .. فيما يلقي اخرون باللّوم على الحكومات المتعاقبة في انهيار البنى التحتية وانعدام الخدمات وعمليات التأهيل والطرق التي يعود تاريخ تشييد بعضها إلى منتصف القرن الماضي.
وفي السياق كان مدير دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة العراقية زيد علي عباس، قد أكد في وقت سابق أنّ حوادث المرور باتت ذات خطورة كبيرة وتضاهي عمليات القتل الأخرى، إذ إنها آفة تشكّل هاجساً وقلقاً لدى جميع أفراد المجتمع”.
أغلب حالات الوفيات سببها الحوادث المرورية
المديرية العامة لصحة السليمانية، كشفت ان اغلب حالات الوفاة في المحافظات ناتجة عن حوادث المرور.
المديرية في بيان لها تلقى المسرى نسخة منه قالت ان “معهد الطب العدلي في السليمانية استقبل خلال الشهر الفائت ٦٨ جثة، بغرض تحديد اسباب الوفاة”. واضافت ان “٣٠ حالة من حالات الوفاة كانت سبهها الحوادث المرورية و١٦حالة لاسباب مختلفة و١٢ بسبب اطلاق نار والمتفجرات”.
ويرى أصحاب الشأن ان من بين الاسباب الاخرى التي ساهمت في ازدياد عدد الحوادث المرورية هي عدم التزام السائقين السرعة المحدّدة، وضعف الثقافة المرورية.
وهو الامر الذي رفضه عضو نقابة عمّال وموظّفي النقل في العراق، أحمد الكناني في تصريح صحفي ، معتبراً أنّ “السلطات لا تريد الاعتراف بأنّ الناس يحصدون الآن بأرواح أبنائهم، نتيجة الفساد الذي بدأ بالعراق منذ سنوات”. متسائلا عن إمكانية السير بسرعة في شارع مليء بالحفر والمطبّات أو من دون إنارة ولا إرشادات مرورية.
يأتي هذا في وقت يؤكد فيه مراقبون ومعنييون أن هذه الارقام ضخمة بالنسبة الطاقة الاستيعابية لبغداد والمحافظات الاخرى التي تشهد وعلى مدار ايام الأسبوع ازدحامات خانقة وشوارع مكتظة بالعجلات بسبب الزيادة الكبيرة في الاستيراد وعدم “تسقيط” العجلات القديمة، فيما لا تتسع شوارع العاصمة ذات التصميم القديم والبنى التحتية المتهالكة لهذه الزيادات المتسارعة في أعداد العجلات المستوردة بعد عام 2003 والتي ساهمت وبشكل كبيرفي ارتفاع نسب التلوث .