حوار: محمد الباسم
إعداد: كديانو عليكو
اعلن مدير مسارح العراق علي السوداني، ان الفنانين المسرحيين والمسارح في العراق تحتاج إلى إدامة ورعاية كبيرة، مضيفا، ان دائرة السينما والمسرح غير قادرة على الإنتاج لكل المسرحيين.
جاء ذلك خلال حوار مع علي السوداني مدير مسارح العراق في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والاثار، اجرته قناة (المسرى).
فيما يأتي نص الحوار:
كيف هي مسارح العراق؟
المسارح في العراق تحتاج الى ادامة كبيرة ورعاية وان الميزانيات المخصصة للمسارح والفنون ليست بمستوى الطموح، وعليه عانت دائرة السينما والمسرح كثيرا في ظل الحكومات المتعاقبة وان الفن يكون دائما اخر الهموم التي تعتمد عليها الدولة وفي ظل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني هناك بوادر جيدة فيها شيء من الامل.
ذكرت الادامة، ما هي الاشياء التي تحتاج الى ادامة؟
كل ما يتعلق بالمسرح يحتاج الى ادامة، من خشبة المسرح والكراسي والجدران ومنظومة الصوت ومنظومة الاضاءة والمصدات والستائر، كل هذه الامور تحتاج الى ادامة وان الثقافة بصورة عامة تحتاج الى ادامة، كما ان المسرحيين والفنانين والمثقفين يحتاجون الى تاهيل وادامة.
عدد المسارح الحكومية في العراق؟
هناك مسارح حكومية كثيرة. في بغداد هناك المسرح الوطني ومسرح الرشيد ومسرح الرافدين ومسرح المنصور ومنتدى المسرح التجريبي، وهي تنتج ثقافة مسرحية، ناهيك عن مسارح في الجامعات والمؤسسات التربوية، الا انها شبه معطلة بسبب عدم توفر الامكانيات التقنية واللوجستية التي تساعد في صناعة العرض المسرحي، ومن جهة اخرى، فان دائرة السينما والمسرح غير قادرة على الإنتاج لكل المسرحيين، وان الثقافة والمسرح يحتاجان إلى دعم مستمر.
هل ساعدت الحكومات المتعاقبة المسرح العراقي؟
الحكومات المتعاقبة لا تعتبر الثقافة شيئا مهما (للاسف) ولا تعتبر ان الفنان المسرحي او الثقافة المسرحية قادرة على تغيير واقع بالكامل، وبعد ظهور تنظيم داعش واحتلاله العديد من اراضي العراق، تولدت اعمال فنية مسرحية ومارسات اليوم على الساتر والخط الاول، وهذا دليل على تكاتف وعي حقيقي بين الفنان وخشبة المسرح، الا ان كل الحكومات المتعاقبة كانت كانت تنظر إلى الثقافة كشيئ ثانوي وليس كشيء اساسي، لكننا في الحقيقة التمسنا بدولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال هذه الفترة القصيرة دعمه للفنان العراقي ولدائرة السينما والمسرح من خلال زيادة 50% على الراتب الاسمي لموظفي دائرة السينما والمسرح و107 درجات وظيفية.
ماذا حصلتم من دعم على مستوى المسارح؟
منح رئيس الوزراء على مستوى المسارح دائرة السينما والمسرح مليار دينار ونصف لتفعيل الانشطة والحركة المسرحية من خلال المهرجانات ومنحنا دعما ماديا لانتاج مهرجان بغداد السينمائي الاول ومهرجان بغداد الدولي الرابع للمسرح ومهرجان الهيئة العربية للمسرح.
أين تذهب عائدات الحفلات والمسارح التي تقيمها دائرة السينما والمسرح؟
عائدات الحفلات لا تعود إلى دائرة السينما والمسرح ولا باي نسبة، وفي السابق كانت الدائرة تحصل على نسبة 50% من عائدات حفلات سيمفونية ووزارتي الثقافة والمالية تحصلان على 50%، اما الان فان الدائرة تحتاج الى سن قانون حقيقي يساعدنا في استثمار المنتجات الفنية الموجودة لدينا.
لماذا تعتمدون فقط على الدولة؟
لم نعتمد على الدولة بشكل كبير ومثال ذلك، فان مسرح اشور بني بسواعد دائرة السينما والمسرح بكل كوادرها وبمساعدة بعض الاصدقاء، كما ان مسرح الرشيد تم اعداده دون ان تدفع الدولة دينارا واحدا وكذلك دائرة السينما والمسرح، لم تدفع الدولة العراقية ولا دينارا واحدا، واعداده جاء بدعم كبير من الفنانين وبجهود ذاتية من الموظفين والاقسام ومدراء الاقسام في دائرة السينما والمسرح.
ما هو صندوق الفن؟
في كل عشيرة هناك صندوق، يجمعون فيه مبالغ مالية لحالات المصائب والظروف الطارئة وان الفنان العراقي يحتاج إلى رعاية حكومية 100% والى صندوق ودعم كفالة وانشاء دار قد يكون للمسنين (دار رعاية الفنانين) كما نسميها، يكون كفيلا بعلاج وسكن ورعاية وتاهيل الفنان الذي قضى عمره في خدمة الفن والمجتمع، وان الفنان العراقي يخدم الدولة العراقية ويحتاج الى رعاية كبيرة جدا.
وصندوق الفن قدمته الكثير من الجهات منها دائرة السينما والمسرح ونقابة الفنانين والعديد من الدوائر الاخرى.
كيف تتابع دائرة السينما والمسرح العروض “الهابطة”؟
هناك لجنة وزارية مشكلة تراقب العروض المسرحية الجماهيرية، واستطعنا ان نحجب بعض العروض وليس محاربتها من خلال تلك اللجنة وخلال فترة معينة تمكنا من ان يكون هناك مسرح حقيقي بعيدا عن الابتذال، وان ظهور المحتوى الهابط يكون بسبب غياب المحتوى الهادف الذي ينسجم مع العائلة العراقية واخلاقها وتطلعاتها وثقافتها والذي يدعمها الحكومة.
هل العراق لا يزال يحافظ على جمهور المسرح؟
ليس هناك اقبال كبير على المسارح في العراق وتراجع كثيرا، لكن نحاول الحفاظ على الجمهور من خلال الحفلات الموسيقية والغنائية وبعض العروض الجادة ولدينا اكثر من دراسة لهذا الموسم للبقاء على استمرار بقاء جماهير المسرح في الاقبال على العروض المسرحية ومشاهدتها بدعم حكومي، حتى يحقق المسرح حضوره مرة اخرى.
ماذا عن المشاركات الخارجية لدائرة السينما والمسرح؟
في العام 2022 حققنا مشاركات خارجية كبيرة وجميلة جدا، في الاردن ومهرجان قرطاج والقاهرة في مصر والهيئة العربية للمسرح والحصول على جوائز كثيرة في التمثيل والاخراج وافضل عرض متكامل وافضل تقنيات وافضل سينوغرافيا. المسرح العراقي كان ولا زال وسيبقى مسرحا نموذجيا قادر على تقديم المسرح العراقي وقادر على ان يكون سفيرا ثقافيا وفنيا للعراق.