أكد الباحث في الشأن الانتخابي الدكتور عمار البهادلي، أن قانون الانتخابات الجديد يجنب المجتمع من الحرب، مشددا على ضرورة أن تقوم القوى السياسية بترميم العلاقة مع الشعب العراقي.
عمار البهادلي: قانون الانتخابات يحمي السلم المجتمعي
وقال البهادلي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن قانون رقم 12 لسنة 2018 الخاص بالانتخابات كان مثار جدل بين الكتل السياسية داخل مجلس النواب، مشيرا إلى أنه كان هناك إنقسام في الرأي، فتحالف إدارة الدولة يريد الذهاب إلى نظام التمثيل النسبي في قانون الانتخابات، بينما الكتل التشرينية والمستقلين والأحزاب الناشئة أرادوا الذهاب إلى نظام التعددية الأغلبية والمتعارف عليه بنظام الدوائر الصغيرة.
وأضاف البهادلي أنه بعد الانقسام في الرؤى تم الذهاب إلى فكرة تعديل القانون، مشيرا إلى أن التعديل في أغلب الاحيان إستهدف شكليات القانون، لافتا إلى أن التعديل لم يستهدف النظام الانتخابي، مؤكدا أن التعديل الجديد للقانون كان في الشكليات حيث أنه أصبح لإنتخاب مجلس النواب ومجالس المحافظات.
وأشار البهادلي إلى أن الانقسام الاكبر كان بشأن إعتماد أي صيغة، هل هو نظام الدوائر المتوسطة وهو أن تكون كل محافظة دائرة إنتخابية واحدة، أو نظام الدوائر الصغيرة، لافتا إلى أنه تم حسم الجدل بالتصويت على إعتماد نظام الدوائر المتوسطة فيما يخص مجلس النواب ومجالس المحافظات.
عمار البهادلي: نظام سانت ليغو يعطي كل ذي حق حقه
ولفت البهادلي إلى أن القوى التشرينية والمستقلون يعتقدون أن نظام سانت ليغو سمح للأحزاب التقليدية بالبقاء على عرش السلطة منذ 2003 ولغاية 2018، وبهذا النظام سيتم تدوير نفس الوجوه، مشيرا إلى أن القوى المنضوية ضمن تحالف إدارة الدولة فهي لديها قناعات بأن التمثيل النسبي نظام إنتخابي لا يهمش أي جهة أو مكون أو حزب، مشددا على أن هذا النظام ربما يضعف من فرص المستقلين والاحزاب الصغيرة، وهذا ما يوجب عليها التحالف والانخراط في تحالفات قبل الانتخابات لتنافس فيها.
وشدد البهادلي على أن هناك سلبيات للقانون الانتخابي الجديد لكن فيه ايجابيات، فالأقرب للعدالة هو نظام التمثيل النسبي فهو يعطي كل ذي حق حقه، ولا يهدر الاصوات، ويستطيع تمثيل الاحزاب الصغيرة والكبيرة والمرأة والمستقلين، وهو يمنح الامكانيات لاقامة تحالفات ضخمة سواء قبل أو بعد الانتخابات، كما أن نسبة المشاركة ترتفع في ظل نظام التمثيل النسبي.
ويرى البهادلي أن الحسنة التي تحسب لنظام التمثيل النسبي أنه يخلص المجتمع من أتون حرب واقتتال مجتمعي مثلما شاهدنا في أحداث المنطقة الخضراء، والتي أحد أسبابها ربما عدم اقتناع الاحزاب بنتائج الانتخابات السابقة، مشددا على أن أول سمة إيجابية مفترضة في النظام الانتخابي هي قدرته على إدارة اللعبة السياسية بطريقة سلمية، مؤكدا أن السلم المجتمعي تهدد بإجراء الانتخابات بنظام التعددية الأغلبية الذي جرت به انتخابات تشرين 2021.
عمار البهادلي: الشارع العراقي ينقاد لرأي جمعي غير مدرك