خاص .. المسرى
بعد أكثر من خمس سنوات على تحرير محافظة صلاح الدين من قبضة داعش الإرهابي، ُيعد ملف التعويضات الخاص بالمدن المحررة، تحدياً كبيراً للحكومتين المحلية والمركزية، سيما وأن أهالي تلك المناطق المحررة لا يحصلوا لحد اليوم على التعويضات لما فقدوه من ممتلكات.
رغم مرور 9 سنوات
أبو سعد أحد المتضررين من أهالي محافظة صلاح الدين تحدث للمسرى قائلا إننا” منذ العام 2015 قدمنا المعاملات والمستمسكات من أجل تعويضنا ماديا، ولكن دون أي نتيجة لحد اليوم، علماً أن منطقتنا تتكون من 21 منزلاً، منها تهدمت واستوت مع الأرض ومنها احترقت”، مؤكداً عدم تحقيق أي من مطالبهم لحد اللحظة فيما يخص التعويضات، رغم مرور أكثر من تسع سنوات على هذه المشكلة”، داعيا الحكومة إلى الإسراع في إنجاز معاملاتهم إحقاقاً للحق.
كثرة المخاطبات والروتين
وأشار جاسم الخزرجي وهو متضرر آخر من أهالي محافظة صلاح الدين للمسرى إلى أن ” سبب تأخير إنجاز معاملات تعويض ضحايا الإرهاب من الشهداء والمصابين والممتلكات، يعود إلى كثرة المخاطبات الرسمية بهذا الخصوص بين عدة دوائر حكومية، منها داخل القضاء والمحافظة، ومنها ما يحتاج إلى أن يوجه للعاصمة، أضف إلى كثرة الروتين في سير المعاملات أو المخاطبات، هذه تُعد أبرز أسباب تأخير المعاملات، ومن ضمنها معاملات تعويض ضحايا الإرهاب”، مؤكدا أنه ” ليس ببعيد أن تتأخر معاملة التعويض بين 4 – 5 سنوات حتى يصدر من قبل الجهات المعنية قرار لصالح ذوي المتضرر ويحصل الشخص على حقوقه من الحكومة”.
إهمال حكومي
الإهمال الحكومي والإجراءات الروتينية القاتلة جعلت مئات المعاملات مركونة على رفوف الدوائر المعنية ، فيما ينتظر المتضررون ومنذ سنوات أن تعوضهم الحكومة مقابل الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم والتي لا تُسمن ولا تغني عن جوع حسب تعبيرهم.
مناطق مُدمرة
الحقوقي سرمد آغا من قاطني محافظة صلاح الدين قال للمسرى إن ” المنطقة بشكل عام لم تعوض من قبل الجهات المعنية، رغم تعرض دورها ومنازلها للتدمير، وتخريب ممتلكاتها وفقدان مواشيها واحتراق سياراتها نتيجة القصف والحروب إبان عهد داعش الإرهابي”، مشيرا إلى أن ” أبناء المنطقة جميعهم قدموا المعاملات التعويضية، ولكن للأسف لم يعوض أحد لحد اللحظة، وكلها مجرد وعود”، مناشدا الحكومة والجهات المعنية في لجنة التعويضات وكذلك في المحافظة أيضا إلى النظر لهولاء المواطنين المتضررين بعين الرحمة والعطف، والإسراع بتعويض أبناء المنطقة، لأنه بالنتيجة إن تم تعويضهم سيقومون مرة أخرة بإعمار منطقتهم التي تعرضت للتدمير سابقا من قبل عصابات داعش الإرهابي.
ركام الحروب
أكثر من تسع سنوات وركام الحروب جاثم على صدور أبناء المناطق المحررة من قبضة داعش الإجرامي، وهو ما يتطلب إلتفاتة حكومية لمساعدة أبناء تلك المناطق لكي يقومون بإعادة بناء مدنهم وقراهم ومناطقهم مرة أخرى ، والنهوض بها عمرانيا وخدميا.