خاص .. المسرى
بعد موجة الأمطار الأخيرة التي ضربت العراق مؤخرا، تتسببت مياه الأمطار بحدوث فيضانات في أغلب المدن والمحافظات، ومنها محافظة الأنبار حيث غمرت المياه الشوارع والأحياء السكنية الرئيسة فيها كالرمادي والفلوجة، وعليه غرق أكثر من 30 منزلا الفلوجة، وبالتالي زادت معها مخاوف المواطنين وساكني تلك الدور بأن تتعرض منازلهم إلى الانهيار، لأن أغلب تلك الدور لم تشيد على أساسات متينة بالإضافة إلى أنها تعتبر من الدور التي بنيت على “أرض تجاوز” كما يسميها الناس باللهجة الدارجة.
معاناة صعبة
يعقوب يوسف عبد صاحب أحد الدور المتجاوزين في الفلوجة ناشد عن طريق المسرى الجهات المعنية والمسؤولين في المحافظة إلى الإلتفات إليهم وإنقاذهم من المعاناة الصعبة التي يعانون منها”، مؤكدا أن “حالهم يرثى لها في هذا الشهر الفضيل وأنهم تعبوا وهرموا من هذا الوضع المزري، وبالتالي المياه غمرت كل شيء ولا نعرف كيف نخرج من بيوتنا؟ وكيف يذهب أطفالنا إلى مدارسهم؟ وإذا كان لدينا حالة مرضية مستعجلة كيف نصل إلى المستشفى؟ وبصراحة حتى كان كان لدينا حالة وفاة لا نعلم كيف نقوم باللازم لدفنه؟ مشيرا إلى أنهم “بالواقع أحياء ولكن في الحقيقة أموات”.
مناشدة الخيرين
ومن جهته ناشد أبو أدهم وهو مواطن آخر من أصحاب البيوت التي غمرتها مياه الأمطار في الفلوجة، ناشد المسؤولين والمعنيين والطيبين والخيرين عن طريق قناة” المسرى” بالالتفات لمعاناتهم ومساعدتهم وإخراجهم من هذا الحيف والواقع المزري الذي يعيشون فيه”، منتقدا الحكومة المحلية لإهمالها وعدم الإلتفات لأصواتهم ومناشداتهم التي طالبت مرارا وتكرارا بمد الخدمات إليهم ومساعدتهم، وعلى الأقل أن تقوم بإرسال الآليات والمعدات لسحب المياه المتراكمة في بيوتهم ولكن دون جدوى، مبديا تخوفه من انهيار البيوت على أصحابها بسبب تراكم المياه في داخلها وعدم إفراغها.
واقع مزري
وحتى الأطفال أبدوا إنزعاجهم وامتعاضهم من الواقع الصعب الذي يعيشونه، وكما يشير الطفل محمد إلى أن منزلهم قد إمتلأ بمياه الأمطار، وقد تبللت كل ملابسه وكتبه وأثاث منزله، متسائلا كيف سأذهب إلى المدرسة الآن؟ مبينا أنه بسبب غرق منزلهم بمياه الأمطار أنهم يعيشون في الضيم، حتى أنهم لا يعرفون أين أو كيف ينامون؟
حلول ومعالجات
ويبدو أن مشكلة غرق أحياء في الفلوجة ليست بمشكلة جديدة في محافظة الأنبار، وكما يقول البعض إنها تتفاقم من سنة إلى أخرى دون إيجاد الحلول والمعالجات الجذرية لها، علما أن هذه المشكلة ليست مقتصرة على الفلوجة والأنبار، وإنما تشمل كل المحافظات العراقية دون استثناء، رغم الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الدولة.