أحمد الفهداوي: رفض الأحزاب للتغيير الوزاري سيؤدي لإخفاق الحكومة

أكد المراقب للشأن السياسي أحمد الفهداوي ضرورة دعم القوى السياسية لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مشددا على أهمية إستمرار إتفاق الحكومة واقليم كوردستان بشأن النفط.

وقال الفهداوي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الشعب العراقي لم ينعم منذ 2003 بحكومة تقدم له الخدمات وتوفر له العيش الكريم، واليوم حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمام تحد كبيريتمثل في فرض الأمن وتقديم الخدمات للعراقيين، مشددا على أن خطوات السوداني وحكومته خلال مدة الستة أشهر الأولى من عمرها جيدة وهي في الاتجاه الصحيح خاصة خلال العمل على الملفات التي تخص حياة المواطن بشكل مباشر.

وأضاف الفهداوي ان تشكيل الحكومة الاتحادية الحالية جاء بعد صراع وإنسداد سياسي لمدة سنة كاملة، مشيرا إلى أن جميع القوى السياسية حينما أدركت أن مستقبل البلد بات مجهولا شكلت تحالف إدارة الدولة لعبور المرحلة الصعبة التي مرت على العراق، لافتا إلى أن السوداني إتفق مع هذه القوى على أن تكون الحكومة حكومة خدمات وإنجاز وإن كانت هذه القوى تريد للحكومة النجاح فعليها أن تُبعد تدخلاتها السياسية عن عمل السلطة التنفيذية لتتمكن الحكومة من اداء واجبها وتقديم الخدمات للمواطنين.

الفهداوي: السوداني منع الأحزاب من التدخل في عمل المحافظين

وأشار الفهداوي إلى أن القوى السياسية راضية على رئيس الوزراء وحكومته، مشددا على أن هذا الرضا طريق لا ثاني له أمام القوى السياسية، مؤكدا أن هذه القوى أمام تحد إما أن تثبت للشعب العراقي قدرتها على إصلاح أخطائها والاخفاقات التي وقعت بها خلال السنوات المنصرمة أو رحيلها بشكل كامل لأن الشعب العراقي لم يعد يتحمل المزيد من التقصير والخذلان، مشددا على أن هذا يفرض على القوى السياسية دعم السوداني وحكومته لأنه لا فرصة أخرى لديها.

الفهداوي: القوى السياسية تدعم السوداني في مكافحة الفساد

ولفت الفهداوي إلى أنه في حال إصرار القوى السياسية المشتركة في تحالف إدارة الدولة على التدخل في مهام الحكومة وعرقلة تنفيذ برنامجها فذلك سينعكس سلبا على الحكومة وعلى هذه القوى لأنها مشتركة في ادارة الدولة، مشيرا إلى أن السوداني يراقب أداء الوزراء وهناك حديث عن تغيير وزراي بعد عطلة العيد يشمل وزراء ومحافظين مقصرين، مشددا على ضرورة أن يكون في الحكومة وزراء يمتلكون الكفاءة لإنجاح المنهاج الوزاري للحكومة.

وشدد الفهداوي على أنه في إعتراض القوى السياسية على إجراء أي تغيير وزاري فإن ذلك يجعل السوداني أمام تحد كبير، وقد يفضي ذلك إلى صراع سياسي جديد، وفي حال تدخل القوى السياسية في مهام السلطة التنفيذية ومحاولة فرض إرادتهم فذلك سيؤدي إلى إخفاق الحكومة، مستدركا بالقول أنه يبدو أن السوداني يمتلك الضوء الأخضر من القوى السياسية للاستمرار في إنجاز منهاجه الوزاري.

الفهداوي: يجب توزيع الثروات بشكل عادل على شعب كوردستان

وعن نية السوداني تغيير عدد من المحافظين وهل إن كان ذلك سيثير حفيظة بعض القوى السياسية، قال الفهداوي أن بعض الاحزاب السياسية لديها محافظون وهي كانت تتدخل في مهام السلطة التنفيذية في الوزارات والمحافظات، لافتا إلى أن المحافظين إداريا يتبعون للسلطة التنفيذية، وبعض الاحزاب كانت في الفترة السابقة تهيمن على عمل واداء المحافظين، مشيرا إلى أن السوداني منع التدخل في عمل الوزراء والمحافظين، وهو ينوي تغيير 4 محافظين و3 وزراء خلال الفترة المقبلة.

واشار الفهداوي إلى أن من أولويات عمل حكومة السوداني هي محاربة الفساد، لافتا إلى أن الحكومة نفذت عمليات القاء قبض على الفاسدين في مختلف المحافظات، مشددا على أن هناك تحرك جاد من الحكومة نحو تحجيم الفساد، مؤكدا أن رئيس الوزراء لم يكن ليقم بمكافحة الفساد دون أن يكون هناك دعم من القوى السياسية له، لافتا إلى أن إعتقال كبار الفاسدين دليل على إتفاق الكتل السياسية لدعم السوداني في مكافحة الفساد.

وعن العلاقة مع اقليم كوردستان، قال الفهداوي إن أكثر ما كان يعطل عمل الحكومات الاتحادية المتعاقبة هو الصراعات مع القوى الكوردية والسنية، مضيفا أن هناك تقارب وتوافق بين الحكومة واقليم كوردستان، وقد تم حسم خلاف النفط والغاز، مشددا على أن الأهم من الاتفاقات هو أن تكون القوى السياسية الكوردية جادة في الالتزام بالاتفاق وان تكون هناك شفافية في انصاف ابناء الشعب الكوردي وأن توزع الحقوق بشكل مكافئ بين الكورد، لافتا إلى أن أموال نفط الاقليم لم تكن تذهب إلى الحكومة الاتحادية ولم تكن توزع بشكل منصف على محافظات الاقليم، مشددا على ضرورة إستمرار الاتفاق بين الاقليم وبغداد وأن تقوم الحكومة الاتحادية بمراقبة عمل المؤسسات داخل الاقليم كما تراقب المؤسسات في الوسط والجنوب لتقديم الخدمات للمواطنين.