المسرى .. متابعات
محمد البغدادي
تشكل حوادث السير المروعة كل يوم مخاوف المواطنين يذهب ضحيتها العشرات وفق حصيلة تعلنها الجهات ذات العلاقة في كل حين وكذلك السنوية ، خاصة ما يعرف بـ( طريق الموت ) خط بغداد _ كركوك ، ناهيك عن الخطوط البرية الاخرى الجنوبية بصرة ذي قار ميسان والكوت لاتقل ضراوة عما يحدث ، ولم تكن المعالجات الترقيعية مجدية قبال مايجري من مأساة ، فيما الوعود الحكومية التي تطلق على قدم وساق لتخفيف تلك المعاناة ، في حين تجد الواقع عكس الرواية الحكومية ، ويزداد الغضب يوما بعد اخر من جانب ذوي الضحايا لفقدهم احبتهم اجبرتهم ظروف المعيشة على سلوك تلك الطرق المتخسفة والمتهالكة والتي تفتقد الى ابسط عناوين الاشارات المرورية.

مؤخرا .. طرح قضاة متخصصون، حزمة كبيرة من أسباب حوادث السير في العراق، أمام الرأي العام والجهات المعنية، مؤكدين أن هذه الحوادث التي يكون بعضها مميتا، غالبا ما تحدث بسبب قدم ورداءة شبكة الطرق والسياسات غير المدروسة في إدخال العجلات إلى البلاد ووجود الدراجات النارية بكثافة في الطرق السريعة وأسباب كثيرة غيرها، فيما أكد القضاة على ضرورة الوقوف على الحلول التي اقترحوها من أجل سلامة المواطنين.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط فإن حوادث السير حصدت ثلاثة آلاف شخصا في العام الماضي 2022.

ويرى القاضي ضياء الكناني، خلال حديث صحفي أن “الارتفاع الخطير في معدلات حوادث السير وحالات الدهس، يعود إلى السياسات غير المدروسة في إدخال واستيراد المركبات والدراجات ووسائل النقل الأخرى من حيث الكم الهائل والأعداد الكبيرة لهذه المركبات التي لا تتناسب مع حجم حاجة البلاد لها كما لا تتناسب مع الطرق والشوارع وخطوط النقل والمواصلات المتوفرة في العراق وقِدم هذه الطرق وعدم صيانتها”.
وبحسب إحصائيات سابقة، فإن ضحايا الحوادث المرورية يفوقون ضحايا الإرهاب والانتحار.
ويعدّ 2021 من أكثر الأعوام الذي شهد ارتفاعا بالحوادث المرورية، إذ سجل 8286 حادثا مروريا، توفيّ على إثرها 2152 شخصا، بمعدل 22 حادثا في اليوم تودي بحياة 6 أشخاص يوميا.
ويرجع الأسباب إلى “الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات المستخدمة للطريق مع عدم وجود زيادة او توسعة او تطوير او تأهيل للطرق بما يوازي أو يستوعب هذه الأعداد مع قلة وعي الكثير من سائقي المركبات بشروط السلامة والأمان وبذل الحيطة اللازمة لتجنب الحوادث والقيادة بسرعة شديدة او تحت تأثير المسكرات، فضلا عن أن نسبة كبيرة من سائقي المركبات والدراجات النارية هم من الأحداث أو من غير ممنوحي إجازات السوق وهذا سبب لعدد لا يستهان به من الحوادث”.


