اثار مؤتمر أمني عُقد في مقر قيادة عمليات شرطة البصرة مطلع الأسبوع الجاري، الجدل بين أهالي البصرة.
وقال شهود عيان لوسائل الاعلام تابعها المسرى اليوم الاربعاء ، ان “قائد شرطة البصرة اللواء قاسم راشد العتابي وبحضور كافة مدراء مديريات واقسام قيادة الشرطة وعند طرح مواضيع وامور تخص اوامر القبض والجريمة الأخيرة التي حصلت في قضاء الزبير والتي قتل على أثرها معاون قضائي فيها قبل أيام، تهجم العتابي وبصوت عالي على شيوخ عشائر البصرة”. وفق رواية الشهود
وقال الشيخ منصور التميمي أحد شيوخ بني تميمي في تصريح ، مخاطباً به رئيسي الوزراء والبرلمان ووزير الداخلية: “في يوم 13 أيار بالساعة التاسعة مساءً عقد مؤتمر أمني في قيادة شرطة البصرة، بحضور قائد شرطة البصرة و27 ضابطاً بمختلف الرتب”. وأضاف، أن “قائد شرطة البصرة تهجم على شيوخ العشائر وأهالي البصرة بالكلام البذيء”، مشددا على “ضرورة محاسبة القائد العام لشرطة البصرة، وإقامة دعوى ضده”.وفق التميمي
بدوره، قال مدير قسم شرطة المدينة شمال البصرة العميد محمد ناصر السعدون “تقدمت برفع دعوى قضائية ضد قائد الشرطة البصرة اللواء قاسم راشد زويد”.
وبين ، ان ” قائد الشرطة البصرة اللواء قاسم راشد زويد بدأ بالتجاوز على شيوخ العشائر والتلفظ بكلام بذيء اثناء اجتماع أمني في مقر قيادة عمليات البصرة”.
الى ذلك، قال المتحدث باسم قائد شرطة البصرة العقيد علي المالكي في تصريح ، ان “بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت اخباراً غير دقيقة نُسبت الى قائد شرطة البصرة تسيء الى احدى العشائر العراقية”.
لفت الى ان “قائد شرطة البصرة يكن كل الاحترام والتقدير للعشائر العراقية الاصيلة وشيوخها في محافظة البصرة”، مشددا على “اتخاذ الإجراءات القانونية بحق مطلقي العيارات النارية والدكات العشائرية”.
وبحسب المالكي: “تهيب قيادة شرطة البصرة على عدم الاكتراث الى تلك الاخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية”.
ويتمازج في البصرة الطابع الحضري والقبلي، لكن مشاهد الرصاص المتطاير أصبحت شائعة في البصرة، حيث يتبدد ليلها صبحًا بسبب النزاعات العشائرية المستمرة بين الحين والاخر.
يبلغ عدد سكان البصرة قرابة 3 ملايين نسمة، وتشمل عشرات القبائل التي تنتشر على جغرافية المدينة. ويتركز النزاع العشائري شمالي المدينة ولا سيما في القرنة والهارثة والكرمة. ويخشى أفراد العشائر ممن شاركوا في نزاعات سابقة من الكشف عن هويتهم للعلن خوفًا من ملاحقتهم.
ويرى الوجهاء الآخرون ان أسباب النزاعات تتمحور حول البطالة والتعدي على الممتلكات والوافدين الذين يأتون للسكن في البصرة. ويجد سكان مناطق شمالي البصرة ان مشكلتهم تتمثل في صعوبة إيجاد فرص العمل، حيث يعمل عدد كبير منهم في تربية الجواميس وسط غياب الدعم.
وتفاقمت الأزمة بعدما جفت الأهوار من الماء وتلاشت زراعة السمك وعائداتها. ويرى أحد السكان أن إشغال الشباب بالعمل قد يكون كافيًا لإبعادهم عن النزاعات.
يشير مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر الشيخ محمد الزيداوي، في تصريح سابق إلى ان معظم النزاعات ارتكزت بين عشيرة الإمارة وعشيرة أخرى، وبين عشيرة القرامشة وأخرى وغيرها.
ويعتبر أن وجود النفط عزز من هذه النزاعات، فبغياب الدولة عمدت العشائر للاستيلاء على الاستثمارات النفطية وعائداتها بعد السيطرة على منطقة ما، بحسب الزيداوي. واستولت الدولة بعد ذلك على بعض الآبار النفطية وأعطت بعض العشائر تعويضات حُرمت منها عشائر أخرى ما عزز النزاعات بينها.