قال المتحدث باسم المجلس العربي في كركوك عزام الحمداني: إن مجيئ محمد شياع السوداني الى دفة القرار الحكومي كان مقيدا باعتبارات دولية وداخلية وهو مستمر في مجموعة من الإصلاحات حتى يكون جديرا بالثقة والمسؤولية على اعتبار ان بقاء الحال على ما هو عليه على مستوى الحكومات السابقة سوف لن يعمل على التقدم بالدولة العراقية لاي منجز اقتصادي واداري واجتماعي.
واضاف الحمداني خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى)، ان “السوداني ملزم بتنفيذ الأجندة الحزبية للقوى السياسية التي تسعى اليها تلك القوى والاحزاب السياسية، فضلا عن انه يحظى بدعم دولي واقليمي ويمثل الشعب العراقي وقد يتمرد على الاتفاق المبدئي على اعتبار ان بقاءه تحت عباءة تلك القوى والاحزاب لن ينتج شيئا، بسبب ان اغلب الحكومات السابقة كانت نتاج القوى والاحزاب السياسية وان السوداني يسعى للتقرب من المجتع الدولي والاقليمي والعراقي”.
واوضح الحمداني، ان “القوى والاحزاب السياسية ليس لديها اي خط أحمر نحو حركة الإصلاح التي يقوم بها السوداني بشرط ان يكون هذا التغيير وفق تغيير منظومة الاحزاب وان ياتي باشخاص قريبين من تلك الاحزاب والقوى السياسية ويدرك السوداني ان هناك خطورة وبالتالي فانه امام تحد كبير للتحرر من عباءة الاحزاب والقوى السياسية”.
وحول نسبة قبول الراي العام العراقي برئيس الوزراء محمد شياع السوداني قال الحمداني: ان “نسبة قبول الرأي العام العراقي الى هذه اللحظة شبه محدود على اعتبار ان السوداني لم يكن قادرا الى هذه اللحظة على تحقيق اي منجز اقتصادي وان الراي العام ينتظر من السوداني ان يتمرد على القوى والاحزاب السياسية والقيام بحركة إصلاحية تتمثل بمتابعة قضايا الفساد وتوفير بيئة اقتصادية من حيث تشغيل المصانع والاهتمام بالجانب الزراعي وحماية السيادة العراقية وتوفير بيئة آمنة للدخل للمواطن العراقي، فضلا عن محاسبة من كان متهما بعمليات فساد وامن ومعالجة قضية السلاح المنفلت”.
واوضح ، ان “السوداني يمتلك الان قرارا دوليا باعتبار ان المجتمع الدولي والاقليمي يدفع السوداني الى ان يحقق الاصلاح وهو يحظى بدعم شعبي وعسكري، وان اغلب مؤسسات الدولة الامنية تحت إمرته”.
وحول المسائل المتعلقة باقليم كوردستان وقانون النفط والغاز، اشار الحمداني الى ان “الإقليم جزء مهم من الحالة الاقتصادية والسياسية في العراق، مضيفا ان محمد شياع السوداني يبتعد عن بعض الملفات حتى لا يكون اسير احراج القوى والاحزاب السياسية التي جاءت به الى السلطة ويبحث عن المناطق الرخوة التي لا تثير حفيظة القوى السياسية”.
وبشان خلافات الدول وتاثيرها على العراق وعلى اجراء الاصلاحات، اوضح الحمداني، ان “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يستطيع مواجهة خلافات الدول بسبب انها دولية اكثر ما هي محلية وبالتالي يعمل السوداني على إيجاد الحلول من الخارج ليكون بعيدا عن الصراع على اعتبار انه لا يمتلك المعطيات والمقومات الكافية”.
وقال: إن “العراق غير قادر على تحقيق أجندة اقتصادية وامنية في الدول المجاورة وهو (اي العراق) يتلقى دعما دوليا امنيا واقتصاديا وعسكريا”.
واوضح الحمداني، انه “لا يرغب الجميع ان يكون العراق قويا في المنطقة وكلما كان العراق قويا كان مشاكسا في المنطقة وحتى الولايات المتحدة الامريكية والخليج العربي لا تريدان من العراق أن يكون قويا، لانه سيكون المؤثر في المجتمع الاقليمي والدولي وتسعى تلك الدول الى تصدير كل ازماتها الى داخل العراق وتحاول في نفس الوقت ان تخترق السيادة العراقية والاستفادة من آبار النفط والاقتصاد الزراعي، مضيفا ان هناك شبه اتفاق دولي اقليمي على ان يبقى العراق على ما هو عليه، بشرط ان تكون القوى متوازنة من الكورد والعرب (السنة والشيعة) على ان يكونوا بنفس القوة والتوازن، أمّا ان تكون كفة البعض غالبة على البعض الاخر، ربما لا تقبل بعض الدول بهذه الحالة”.