المسرى متابعات
كشفت مصادر في تحالف «الحرية والتغيير» قريبة من المحادثات التي تجري في مدينة جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أن هذه المحادثات «اقتربت من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مدته 7 أيام، مع رقابة إقليمية ودولية».
وقالت المصادر ذاتها ” إن الاتفاق ربما يُعلن «في أي لحظة» ويتضمن فتح ممرات إنسانية وابتعاد القوات العسكرية عن المناطق السكنية تماشياً مع «إعلان المبادئ» الذي وُقع في المرحلة الأولى من مباحثات جدة”.
في غضون ذلك، احتدم القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» مع دخول الحرب أسبوعها السادس؛ حيث استمرت الاشتباكات والقصف الجوي في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم وولايات جنوب وغرب ووسط دارفور.
وذكر مصدران مشاركان في مفاوضات وقف إطلاق النار بالسودان لرويترز، في وقت سابق ، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفقا على هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام. مشيرا الى أن الاتفاقية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة.وفق رويترز
ويشهد السودان اضطرابات منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان). وأسفرت المعارك عن مقتل 705 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 5287 شخصا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وفي وقت سابق قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ، إنه “لا يمكن الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لأنه يقود “تمردا ويجب إنهاؤه”.
واضاف البرهان ، خلال مقابلة متلفزة ، “لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من كافة الشعب السوداني”.
وتحدث البرهان عن شروطهما للتفاوض وانهاء الصراع في البلاد.لافتا الى ان من ” وصفهم ” بالمتمردين يتخذون المواطنين دروعا بشرية. تابع الحديث ” لا توجد قوات للمتمردين خارج الأحياء السكنية إطلاقا”.
وذكر أن “الجيش يمكنه حسم المعركة في وقت قصير جدا، ولكنه يعمل للحفاظ على البنية التحتية وحماية المدنيين وهذا من باب المسؤولية الوطنية”.
من جهته، صرح حميدتي بأنه يعتبر وقف العمليات القتالية شرطا للمفاوضات مع البرهان.
وقال في حديث متلفز “لا نريد تدمير السودان”، محملا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.
وبشأن احتمال المفاوضات مع البرهان، قال دقلو: “وقف القتال. ثم يمكن أن تكون لدينا مفاوضات”.
وأشار دقلو إلى عدم وجود أي مشاكل شخصية مع البرهان، متهما اياه بجلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة.
ومنذ 15 نيسان الجاري، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة حميدتي.
وكشفت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور غربي السودان في إحصائية رسمية أن الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر خلفت ما لا يقل عن 13 طفلا قتيلا و39 جريحا، في حين تخطى عدد القتلى المدنيين الــ62 شخصا و383 جريحا.
وذكر مدير عام وزارة الصحة في الولاية عماد بدوي أن وزارته سجلت عدد 13 طفلا قتيلا و39 جريحا دون سن الـ16 من جراء الاشتباكات بين الطرفين وسط دعوات ومناشدات بمساعدة الأطفال المتسولين والمشردين في الأسواق، الذين يواجهون أوضاعا قاسية منذ اندلاع المواجهات بين الطرفيين.
ووفقا للتقارير فإن أغلب الأطفال الضحايا هم نتاج القذائف والطلقات العشوائية، مما أجبر ذلك أعداد كبيرة من العائلات للهروب من منازلهم إلى أحياء سكنية أخري أكثر أمنا في ظل معاناة يواجهونها في مختلف المجالات خاصة الحصول على الماء والغذاء.