اعلن الباحث في الشأن السياسي حسن درباش العامري، ان الاعتراض على مشروع طريق التنمية لم يأتي من جوهر المشروع بل ياتي من حالة ربط دول الخليج بهذا الطريق او المشروع، لان الموانئ العراقية ستفقد قيمتها ويقتل الامل لدى العراقيين في دخول العراق في المشروع الاقتصادي الاكبر او النظام العالمي الاقتصادي الجديد الذي تقوده الصين.
وقال العامري خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي تبثه قناة (المسرى): إن “مشروع طريق التنمية او القناة الجافة لا يدر على العراق مبالغ كبيرة، لانه من المؤمل في احسن الاحوال كما صرح المسؤولون العراقيون بانه قد يدر على العراق 4 مليارات دولار سنويا”.
واضاف العامري، ان “العراق لا يعول على المشروع الصيني وان مجمل تعويل العراق على الاتفاقية الصينية وطريق التنمية او الحزام الذي سيبني في منطقة الفاو منطقة اقتصادية كبيرة، فضلا عن انه سيبني على طول العراق من شماله الى جنوبه استثمارات بقيمة 1000 مليار دولار في بناء معامل تكون استثمارات صينية في العراق وتنتج بضائع صينية ويكتب عليها (صنع في العراق) وقد تنافس المنتوج الاوروبي او التركي او الاقليمي في المنطقة، يمكن الاستفادة منها في الحصول على ايرادات تصل الى 2،2 مليار دولار سنويا من التبادل التجاري بين العراق والصين وتكون منفعة العراق قد تصل الى 500 مليار دولار سنويا وتفوق كثيرا الايرادات النفطية ولا يمكن ان يقاس مشروع طريق التنمية بهذا المشروع الصيني”.
واوضح الباحث في الشان السياسي، ان “الطلب سيقل على النفط عالميا وقد ينتهي في المستقبل بتوجه العالم نحو الطاقة النظيفة، الطاقة صديقة البيئة وهذا يعني ان العراق وبعد عدة سنوات لن يستطيع دفع مرتبات الموظفين، فضلا عن نفقاته العامة الاخرى”.
وشدد العامري، على ان “هناك معامل كثيرة في العراق ابوابها موصدة ولا يمكنها مزاحمة او منافسة البضائع الخارجية (الاوروبية، الصينية)، فضلا عن المنافسة في السوق من حيث الجودة، لان الصناعة العراقية لا يمكنها ان تنافس البضاعة الخارجية”.
وقال العامري: إن “مصلحة العراق فوق كل المصالح الاخرى وفوق كل المجاملات السياسية، مشيرا الى ان ربط مشروع طريق التنمية ليس هو المعضلة او المرفوض لدى العراقيين، لكن بعد انضمام العراق الى طريق الحرير الصيني ويكون مرتكزا لطريق الحرير، لان الربط الحالي لطريق التنمية، سينهي الامل بالانضمام الى طريق الحرير وفرصة ان يتحول العراق الى دولة صناعية حقيقية وفرصة الحصول على ايرادات اخرى غير النفطية ويبقى العراق يعتمد على طريق التنمية الذي يحول البلد الى مجرد طريق مرور للقطارات واالشاحنات التي تحمل البضائع من دول اخرى وينتظر العراق عائدات دخول البضائع ويصبح دولة ترانزيت”.
وبين ان “البنى التحتية في العراق تدهورت كثيرا وتحتاج الى اصلاحات جديدة وليس هناك اي مقارنة بين قناة التنمية الحالية والمشروع الصيني او الاتفاقية العراقية الصينية من حيث الايرادات، لان طريق التنمية هو لمجرد استحصال كومسيونات او رسوم الترانزيت لا تتعدي ايراداته الى 10 مليارات دولار سنويا وان طريق التنمية سيقتل ميناء الفاو والموانئ العراقية ويحول العراق الى مجرد طريق لمرور الشاحنات، مضيفا تاكيده ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد تعرض الى الكثير من الضغوط الخارجية والخليجية والتركية من اجل اقرار طريق التنمية”.
وشدد العامري على ان “الاقتصاد هو من يقود العالم الآن وليست السياسة وان الاقتصاد هو الاقوى في قيادة دول العالم وان العراق على اعتاب نظام عالمي جديد”.