منذ أن أغلقت حكومة إقليم كردستان في الـ 20 من آيار المنصرم المعبر الحدودي الوحيد مع شمال شرقي سوريا، المعروف بمعبر ” فيشخابور أو سيميلكا “، وجد كثيرون على الجانب السوري أنفسهم في وضع مزر، وفقا لمسؤولين وسكان محليين ومنظمات إغاثة التي وصفت استمرار إغلاق المعبر بالخطر الجسيم على أكثر من مليوني شخص في شمال شرق سوريا، كونهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تصلهم من هذا المعبر.
سبّب ضررا كبيرا للمواطنين
الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في إدارة الحكم كنعان بركات قال إن “إغلاق هذا المعبر يشكل ضررا كبيرا على جميع المواطنين، وخصوصا ذوات الدرجة الفقيرة والذين يكونوا مجبرين للتوجه نحو الإقليم بقصد العلاج الطبي أو زيارة الأقرباء الساكنين هناك”، واصفا” الإجراء الذي اتخذته سلطات الإقليم بغلق هذا المعبر الحدودي، هو إجراء تعسفي وغير قانوني وغير إنساني، ويدخل في بند معاقبة هذه المنطقة وشعوبها، داعيا سلطات الإقليم بالعدول عن قرارها والعودة إلى القوانين الدولية والمرعية بهذا الشان، كونه يتعلق بحقوق الإنسان، ويعتبر المعبر الوحيد لدخول المساعدات وسفر المواطنين.
تداعيات خطيرة على المرضى
أما الاخصائي في مركز الجزيرة الطبي الدكتور دانيش إبراهيم إن “إغلاق معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كوردستان، كان له تداعيات كبيرة على المرضى وخصوصا من الذين كانت لديهم أوراق إقامة رسمية هناك، على إعتبار أنهم بسبب المرض كانوا دوما يتنقلون بين غرب وجنوب كوردستان لتلقي العلاجات المناعية التي تكلف هنا في سوريا مبالغ مالية كبيرة، لذلك كانوا يسافرون إلى الإقليم لغرض العلاج، حيث يبقون فيها عدة أيام ثم يعودون”، مبينا أن “أقل جرعة علاج لمرضى السرطان تكلف ألف دولار في سوريا”.
قطع الأرزاق
ومن جانبه أشار صاحب مصنع وتاجر لمواد البناء والإنشاءات إبراهيم الرعد إلى أنهم ” كانوا يستوردون المواد والسلع البضائع الإنشائية من معبر سيمالكا إلى مدينة القاميشلي، وتحديدا الإسمنت وحديد البناء والسيراميك”، مؤكدا أن ” إغلاق المعبر الحدودي أثر بشكل كبير على الأسعار ووفرة المستلزمات الإنشائية”، منوها إلى أن “وبعض المواد فرغت تقريبا من الأسواق المحلية والعمال أصبحوا تقريبا عاطلين عن العمل”.
انتشار الغلاء
وفي السياق ذاته أوضح صاحب متجر للمواد الغذائية في مدينة القامشلي السورية محمد صالح أنه “منذ إغلاق معبر سيمالكا الحدودي والغلاء انتشر في الأسواق المحلية وعلى كل السلع والبضائع”، مبينا أنه ” بسبب إغلاق هذا المعبر أضطررنا إلى الاستيراد من معابر اخرى بعيدة المسافة، ما أثرت على ارتفاع الأسعار بسبب زيادة كلفة النقل، وبالنتيجة المواطن الفقير هو من تضرر من هذا الإجراء”.
شريان حياة
ويعتبر معبر سيمالكا الحدودي شريان حياة بين الجانبين العراقي والسوري، حيث تمر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات والبضائع، وكذلك يسافر آلاف السوريين إلى إقليم كوردستان عبر هذا المعبر لزيارة الأقرباء الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين أو لتلقي العلاج في مستشفيات الإقليم.