بعد مرور اربعين عاما من اخر لقائنا فاجئنا زميل وصديق قديم ايام الدراسة الجامعية ١٩٧٣-١٩٧٧ يوم الخميس ١٥-٦-٢٠٢٣ بزيارتنا وهو الاخ د. عبدالرزاق قادر تيمار وكان اللقاء حارا و مسحنا الزمن بثواني ومع بداية اللقاء قلت له : اما زلت جديا وحريصا جدا في دراستك ، واستمع كل طرف لخلاصة محطات احداث الطرف الاخر .
وما زاد من حرارة اللقاء هو تواجد صديقنا المشترك السيد بوتان عزالدين الفيضى حيث كنا الثلاثة معا في نفس البيت ، ولم تنقطع رفاقتي بعد التخرج مع الاخ بوتان و الصورة الملتقطة عام ١٩٧٣ خلال الشهور الاولى من التحاقي بالجامعة، وبعد مرور نصف قرن جمعتنا الصدفة هذه المرة لنلتقط صورة اخرى لنربط الزمنين ، وبعد مضى نصف ساعة من اللقاء تطرق كل منا بالتناوب بذكر محطات من تاريخ هذه الفترة الطويلة .فكانت الهجرة الصفة المشتركة بيننا لجأ هو الى نمسا ١٩٩١-١٩٩٢ وانا الى هولندا ١٩٩٧ .تتدرج هو في اختصاص الفيزياء بجدية وحصل على درجة دكتوراه .وانا غيرت اختصاصي ١٨٠ درجة بعد الكيمياء ١٩٧٧ والحقوق 1996 الى الصحافة والاعلام في الغربة ، وكنا نقلب السنين كصفحات الدفاتر و تواعدنا ان نلتقى مرة اخرى .
وقال بانه بعد حصوله على شهادة الماجستير في بغداد تم نقل خدماته الى وزارة التعليم العالي وتم نقله الى جامعة صلاح الدين ، و سالهم بانه يريد ان ينتقل الى اربيل ولا يوجد جامعة في محافظة صلاح الدين ( تكريت) . اوضحوا له بان جامعة صلاح الدين هي في اربيل .
وبعد مراجعته لرئاسة جامعة السليمانية في اربيل التي تم نقلها عام ١٩٨١ – ١٩٨٢ الى اربيل بقرار من صدام حسين كرد فعل على نشاط الاحزاب الكوردية ضد السلطات ،راجع السيد تيمار مدير مكتب رئيس الجامعة السيد ارام ادهم وقدم له كتاب التعين قال له السيد ارام (الشاب الوسيم ) بان الكتاب غير موجه لهم و عليه ان يذهب لمدينة تكريت في محافظة صلاح الدين . ولم يقتنع السيد ارام بالكتاب ، ولحسم الجدال قابلهم رئيس الجامعة صديقنا المرحوم خسرو غني شالى ودار بينهما نفس الجدال والح السيد شالى بانه غلطان وان تعيينه في تكريت ، هنا قال صديقنا تيمار بانه متاكد بان اسم جامعة السليمانية تم تغييرها الى صلاح الدين لحسم الموضوع اتصل رئيس الجامعة بوزارة التعليم العالي ببغداد فاذا امر بتغيير اسم الجامعة من السليمانية الى صلاح الدين يصدر في نفس يوم صدور امر تنسيب صديقنا تيمار .
واعادنا صديقنا عبدالرزاق تيمار الى تلك المرحلة من حكم السلطات البعثية والحرب العراقية الايرانية حيث كان المرحوم خسرو شالى ايام دراستي عميدا لكلية الزراعة و شاءت الصدف ان التقى به لاجئا مثلي في هولندا ١٩٩٨ في تجمع ترفيهي لرحلة نهرية من قبل المعهد الكردي في امستردام ودارت بيننا احاديث عن ايام الجامعة وعن روابط الصداقة بين العائلتين .
يشار الى انه في بداية الثمانينات من القرن الماضي ألغيت جامعة السليمانية بسبب حركتها النضالية ضد الحكومة وقيام الطلبة بالمظاهرات، وتم نقلها إلى أربيل تم تسميتها (جامعة صلاح الدين). حيث كان السيد خسرو غنى شالى رئيس الجامعة في تلك المرحلة وتناوب العديد من رؤساء الجامعات على رئاستها حتى انتفاضة 1990 وانقطاع كردستان عن الحكومة المركزية وتم افتتاح جامعة السليمانية من جديد في مدينة السليمانية وتم تعيين دكتور كمال محمد سعيد خياط رئيسا وتولى بعده صديقنا المرحوم دكتور كمال خوشناو هذه الرئاسة .
الهوامش
* الصورة ١٩٧٧-١٩٧٨( مجلس جامعة السلیمانیة). الاسماء :جالسون من الیمین:د.فوئاد باقر عمید کلیە الھندسة،د.کامل ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﻪ ﺍﻟﺎﺩﺍﺏ , د.ﻋﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﺳﻠﻤﻮ ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴﻴﻦ ,د.ﻃﺎﺭﻕ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺎﺩﻱ رئیس الجامعە ،موسی ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴة ,د.ﻫﺎﺩﻱ ﻛﺎﻇﻢ ﻋﻮﺽ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴة ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ,ﻳﻮﻧﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﺭﺷﻴﺪ ﻭﻛﻴﻞ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴة ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﻪ .