تمرد فاغنر على بوتين شكل صدمة لروسيا وعزز قوة القوات الأوكرانية بالمزيد من شن الهجمات وتلقي المساعدات الغربية , بوتين بدى غير مكترث كثيرا للتطور العسكري على جبهات القتال مع القوات الأوكرانية ويبدو أنه يحتفظ بالعديد من الخيارات أصعبها النووي طبعا ” المحدود ” ما يجعل سقوط موسكو ليس سهلا على يد قوات فاغنر بنشره الدبابات والمدرعات والجنود المدججين بمختلف الأسلحة برغم شعور بوتين أن فاغنر لديها الكم من الأسلحة الموازية كما حدث ويحدث في السودان بين الجيش النظامي وقوات الرد السريع لكن المساحات والقدرات تختلف ومحدودية العدد والستراتيجيات.
أيا كان مسمى ما يجري في روسيا، فقد ذهب قائد فاغنر إلى الحافة وقرر المخاطرة بكل شيء، في محاولة للإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.
كان هذا الموقف يختمر، فعلى مدار الأشهر الماضية، كان الصراع واضحا للغاية بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية حول كيفية خوض الحرب في أوكرانيا.وفق محللين
يرجح مراقبون في الشأن العسكري أن العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، وصلت إلى طريق مسدود لا يمكن العودة منه مرة أخرى، خاصة بعدما وصف بوتين تحركات فاغنر أنها “تمرد وخيانة”، ليتم الرد عليه بتصريح منسوب لبريغوجين بأنه “سيكون هناك رئيسا جديدا لروسيا”.
ووصف يفغيني بريغوجين في أول رد فعل له خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مخيب للآمال”. وجاء في بيان منسوب لمجموعة فاغنر، نشر على موقع تلغرام، أن “بوتين اختار الطريق الخطأ” مضيفا بصيغة التهديد “وقريبا سيكون لروسيا رئيس جديد”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف، في كلمة موجهة للأمة امس السبت، ما يحدث من تطورات متسارعة في روسيا، و”التمرد المسلح” الذي قام به مؤسس قوات فاغنر العسكرية الخاصة بأنه “طعنة في الظهر”.
يقول المحلل السياسي والعسكري الروسي تيمور دويدار ، إن تعداد قوات فاغنر يصل إلى 25 ألف مقاتل، وهو ذات الرقم التي ذكرته المحللة السياسية الروسية نغم كباس. وشبه دويدار، قوات فاغنر الروسية بقوات الدعم السريع في السودان التي تقاتل ضد الجيش السوداني، في إشارة إلى أنها تملك خبرات على قتال الشوارع وحزب العصابات.وفق تصريحات منسوبة
وشاركت فاغنر لأول مرة في الصراع الأوكراني الروسي عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد استفتاء شعبي.
وتنشط المجموعة في العديد من الدول الإفريقية والشرق أوسطية حيث شاركت في صراعات إقليمية واستغلت الموارد ونشرت نفوذ روسيا.
بدوره ذكر الخبير السياسي والعسكري الروسي أندريه أونتيكوف، أن ما قامت قوات فاغنر، انشقاق وتمرد خطير ولكن فرص نجاحه ليست كبيرة، لأن من يريد أن ينقلب على نظام على الحكم عليه التواجد في العاصمة، وليست من مدينة “روستوف” التي تبعد اكثر من 1000 كيلومتر على موسكو.
وأشار إلى أن الجيش الروسي سيحاول إنهاء عملية التمرد دون توسع نطاق المواجهات المسلحة مع فاغنر، حتى لا يتحول الأمر إلى حرب أهلية، ولكن ما يلفت النظر أن محاولة التمرد لم تؤثر على الأوضاع الأمنية او السياسية، حيث أعلن القادة السياسيون في البلاد وحكام الأقاليم دعم الرئيس بوتين.
وأضاف أن ما جرى هو “خيانة” بحسب وصف بوتين، سببها طموحات قائد فاغنر في حصد ثمار نجاح قواته في أوكرانيا، بالدخول إلى الحياة السياسية عبر تولى قيادة وزارة الدفاع أو الدفاع بأحد المقربين منه في مناصب قيادية بالجيش الروسي، لتقوية مصالح السياسية في البلاد، وهو يرى انه حان الوقت ليصبح زعيما سياسيا، ولكن فرص نحاجه محدودة.
ويتفق مع هذا الرأي الخبير العسكري الروسي والضابط المتقاعد أندريه فيكتورفيتش، الذي يرى أن حظوظ فاغنر ليست كبيرة في مواجهة قوات الجيش الروسي، وأن الجيش قادر على إنهاء عملية التمرد.وفق تصريحات
وسيطرت قوات فاغنر، في وقت سابق امس السبت، على كل المواقع العسكرية في فورونيج على بعد 500 كيلومتر من موسكو، وفقا لمصادر روسية.
وسبق أن سيطرت قوات فاغنر على كل المواقع العسكرية في روستوف.
وقال قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين: “موجودون في مركز قيادة المنطقة الجنوبية وسيطرنا على المنشآت العسكرية والمطار في روستوف”.
وطالبت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي فاغنر بتسليم أنفسهم وعدم التمرد على الجيش.
وقالت الوزارة لمقاتلي فاغنر: “تم خداعكم وجركم إلى عملية إجرامية وسنضمن سلامتكم”.
و اعتبر قائد فاغنر يفجيني بريغوجين، أن تحركاته ضد الجيش الروسي هي “مسيرة العدالة”، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنها “هروب إجرامي” و “تمرد مسلح”. ووصف أحد كبار القادة الروس ما يجري بأنه “انقلاب”.
أخيرا ، أعلنت بيلاروسيا أنّ قائد مجموعة فاغنر يفغني بريغوجين وافق على “وقف تحرّكات” مقاتليه.
وقال مكتب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إنه توسط في اتفاق مع يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر المتمردة.
وأضاف الإعلان، الذي نشر على القناة الرسمية لرئاسة بيلاروسيا على تيليغرام، إن “بريغوجين قبل اقتراح لوكاشينكو بوقف حركة مجموعة فاغنر في روسيا واتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة التوترات”، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
من جانبه قال بريغوجين في تسجيل صوتي: قررنا إعادة قوافلنا إلى قواعدها لتجنب إراقة الدماء.