أقام مركز علي مردان للمقامات مراسيم الذكری 42 لرحيل رائد المقامات الاستاذ علي مردان ، بحضور جمع من الادباء والفنانين والصحفيين .
والقی الفنان نورالدين جاف مسؤول مركز علي مردان للمقامات خلال المراسيم التي بدأت بجوار نصب الراحل علي مردان في المركز الثقافي بمدينة كركوك كلمة اشار فيها الی الدور الكبير الذي لعبه الرائد الفنان علي مردان في اغناء المقامات الكوردية ودوره المشهود في تخريج العشرات من قراء المقام وبالأخص في التكية الطالبانية بمدينة كركوك .
في الاثناء ، افتتح روند ملا محمود مسؤول مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني معرضاً للصور الفتوغرافية الذي تركز علی نشاطات مركز علي مردان للمقامات منذ تأسيسه ودوره المشهود في الارتقاء بالمقامات في كركوك .
وشارك في المراسم عدد من الفنانين الشباب بتقديم الاغاني والمقامات الكوردية ، مشيدين برائد المقامات الاستاذ الكبير علي مردان .
ولد الفنان الراحل علي مردان في مدينة كركوك عام 1904 وبدأ تعليمه في حجرة تكية الشيخ علي طالباني، و درس في المدارس الدينية وباللغات الفارسية والتركية والعربية.
وكان يجيد قراءة القرآن والأناشيد الدينية ، حيث تأثر بتلاوة القرآن وأجاد قراءتها كما تأثر بقراءة الأناشيد الدينية والتي كانت تردد في المجالس الدينية والتجمعات التي كانت موضع إعجاب الفنان، والتي تركت أثراً كبيراً على حنجرته وهو في سن مبكرة من حياته الفنية.
وقد جاءت النقلة النوعية في حياته عندما كان يصاحب والده في تنقلاته بين القرى الكوردية، حيث قلبت موازين علي مردان وجعلته يترك المجال الديني ويلجأ إلى الفلكلور الكوردي، وقد تعلم قراءة المقامات الكوردية لأول مرة على يد مطرب المقام في مدينة كركوك آنذاك خدر بارام جاوش ، فهو أول مطرب كوردي قام بتسجيل أغانيه في الاذاعات العربية في لبنان والشام والاردن .
وقد أشاد بفضل علي مردان فنانون كبار وأساتذة أمثال الفنان الكبير وأستاذ المقام العراقي محمد القبانجي الذي يعتبره أستاذاً يمتلك مميزات الاستاذية في وضع المقام الشرقي بشكل عام والاستقلالية في وضع البناء الموسيقي للمقام الكوردي.
أما بخصوص ميدان التدريس الذي أضطلع الفنان بمهمة القيام به فقد قام بالتدريس في المعهد النموذجي للمكفوفين في العاصمة بغداد ودرس قواعد (الصولفيج) الموسيقي اي أسس الموسيقى وقواعدها الاساسية .
واستطاع هذا الفنان العملاق ان يكون له دور مهم عبر الأثير في الإذاعة الكوردية ببغداد ، حيث سجل معظم أغانیه في هذه الإذاعة بصوته الشجي ، فضلاً عن تسجيل عدد من أغانیه في أستوديوهات تلفزيون بغداد العريق .
في 24 تموز 1981 توفي ملك المقامات الاستاذ علي مردان عن عمر ناهز 77 عاماً تاركاً ورائه أرثا تأريخياً كبيراً في الغناء والمقامات الكوردية الأصيلة التي تذكرها الأجيال القادمة .