الكاتب.. حسن عبد الحميد
إعلانات بعبارات فجة وتعليقات ساذجة،إيحاءت لايليق ولا تتلائم مع أبسط قواعد التعامل ما بين الناس وعلى جميع المستويات الإجتماعيّة بأطرها الحضارية المتعارف عليها والمسموحة ،تلك التي تتبعها وتمارسها مراكز وجهات معينة تعلن عن منتوج علاجي لنوع معين من الأمراض والجوانب الصحيّة والجسديّة، كذلك أشخاص يتبارون بالإعلان عن هذا المرهم أو ذاك،بعد أن أضحت مواقع التواصل الإجتماعي مجال يومي وميدان مجاني لعرض بضائعهم المُعدّة والمصنوعة من خلطات الإعشاب وما شاكل تحت حجة وذريعة ما يُعرف ويُشاع بالطب البديل الذي هو الوجه الاخر لمن يدعى العلاج بالاعشاب، لا وهنالك من يطلق عليه بالطب النبوي،ظاهرة ملفتة حقيقة ً وواقعا باتت ظاهرة تكاد أن تكون عام، تضج بها إعلانات تلك المواقع الإتصاليّة التي وفرّتها تقنيات الهواتف الذكية بمختلف صنوفها دون وضع شروط و تحديدات موضوعيّة لطبيعة وطريقة تلك الإعلانات التي يتجاسر بعضها في التطرّق والتناول لأمور جنسيّة وحسيّة لا تراعي أبسط قواعد قدسيّة العلاقة الحميميّة الخاصة مابين الزوج والزوجة،بحيث تقدّم حياة ومقام الرجل أمام أهله وأصدقائه ومعارفه،وأظن القصد وأضحا فيما يتعلق بهذه الفقرة التي تخص حالات الضعف الجنسي وما يقاربها من غيرها ،نعم نحن مع من يقول وينادي “لا حياء في الدين”،لكن بحدود البوح والتفاهم ما بين الطبيب المختص وما بين من يحتاج النصح والعلاج، لا أود التوقف عند هذا الحد،بل لأذهب أبعد بإتجاه الإعلان عن منشطات وعلاجات تخص المفاصل والآلام الركبة والعظام من قبل جهات ومراكز وأشخاص يختصرون ويتجاوزون على مهابة الطب ومكانة الطبيب بمجمل نواحي الدراسية والتعليم وتخصصيّة ثم الدراية والخبرة المختبرية بخواصها الإكاديميّة،وصولا للإشتراكات بالدورات ونيل درجات البوردات،و”بشخطة” إعلان صغيرة مجاني بسيط حدّ السذاجة ومعدومية الفهم والعلم ينتفي دور الطب، ثم الادهى ثمة وجوه فنية وأخرى إعتبارية ترّوج عبر أحاديث ولقاءات لتلك المنتوجات الغير مرخصّة -حتما- من قبل وزارة الصحة وجهاتها الرقابيّة المسؤولة على صحة الناس وقيمة الإنسان الذي هو أغلى قيمة في الحياة والوجود،أسئلة لا تكاد أن تتطاير لتصل صوب كل من يعنيه أهمية هذ الأمر الخاص بالصحة التي تنفق عليها الدول ميزانيات ضخمة أملا بصحة عامة للمجتمع،من حيث صحة الفرد هي -بلا شك- من نهج الصحة المجموع،أجد فيما يلخص ويهدأ من حجج وحمم جحيم نيران اسئلتي الشاخصة المتوالدة من رحم وضمير محاولات درءمثل هذا الظاهرة ،خشية إنتشارها أكثر وأكثر وعلى شهود الاعيان في مواقع التواصل وعلى هذا المستوى والنطاق، السؤال موجهة إلى وزارة الصحة،ماذا يجب أن نفعل، أفتونا مأجورين.
نقلا عن صحيفة الدستور