تعد السينما جزء مهماً من المشهد الثقافي في كل البلدان، فهي مكان ترفيهي وتعليمي وفي نفس الوقت جزء من آليات التعرف على ثقافات وعادات الشعوب، إلا انه في مدينة بابل وتحديداً في اواخر ثمانينيات القرن الماضي بدأت السينما بالاندثار.
وتوجد اليوم أربع قاعات للسينما داخل المدينة في محاولة لاحياء هذا الجزء المهم من ثقافة هذه المدينة العريقة.
ويقول سليم الربيعي وهو صاحب (بي دي سي مول) في بابل للمسرى: إنه “يؤمن ايمانا عميقا بدور السينما في ايجاد الوعي وخلقه وتشجيع الانسان على ان يعمل بفكره ووعيه ووده وتسامحه مع الاخرين”.
واضاف، “لذلك تم انشاء اربع قاعات للسينما في مدينة بابل وان هذا الانجاز يتعبر تحديا بسبب اندثار السينما في بابل في ثمانينيات القرن الماضي، وقمنا باعادة الروح الى السينما لان الانسان بحاجة ماسة الى الفنون بكافة انواعها ومنها السينما”.
من جانبه، اوضح المخرج السينمائي ياسر الأعسم للمسرى، ان “السينما موضوع شائك وكمخرجين افلام مستقلة، وبحكم عدم تابعيتنا لجهات معينة، فان انتاجنا يكون بشكل ذاتي ونطمح الى ان يكون هناك دعم، لان عملية انشاء فيلم تحتاج الى عمل طويل ومستحقات مادية للعاملين على انتاج الفيلم والكوادر التقنية”.
واكد الاعسم، ان “السينما هي لغة عالمية وان العالم اجمع ينظر الى الاعلام والصورة، لان الصورة هي السائدة حاليا في مجال السينما”.
المواطنة شيرين من مدينة بابل، قالت من جانبها للمسرى: “نحن في بابل قريبون من قاعات السينما لذلك قررنا كعائلة ان نحضر الى السينما لمشاهدة الافلام”.
اما علا محمد وهي مواطنة اوضحت من جانبها للمسرى، ان “الاجواء جميلة جدا هنا وافتتاح قاعات جديدة للسينما تجربة ناجحة في بابل، متمنية الاستمرار في الاهتمام بالسينما اكثر، لان المجتمع الحلي بحاجة الى هذا التنوع والتواجد من الاطفال وكبار السن ومثقفين وشباب”.
تاريخ دُور السينما في الحلة
شهدت مدينة الحلة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي افتتاح عدد من دور السينما، حيث استقطبت تلك الصالات التي كانت صيفية وشتوية المئات من كلا الجنسين من عشاق الافلام العالمية.
في العام 1936 تم انشاء سينما الحمراء الشتوي وكان موقعها في الجانب الكبير قرب شط الحلة وفي المكان المقابل لبلدية الحلة اليوم، كانت البناية حديثة وجميلة وتتألف من طابقين الأرضي وكان الدخول اليه بسعر (40) فلسا ويطلق عليه اهل الحلة في وقتها (ابو الاربعين) فيما كان سعر بطاقة الدخول والمشاهدة من الطابق الثاني (العلوي) بسعر سبعين فلسا وفي بعض السينمات كان الدخول ستين فلسا.
بعد النجاح الذي حققته سينما الحمراء الشتوي تم انشاء سينما الحمراء الصيفي عام 1947 وكان موقعها في منطقة باب الحسين بجوار مقهى السدير وموقعها اليوم (دائرة ماء بابل)، وكان روادها من مختلف شرائح مجتمع الحلة والمناطق المجاورة لها.
بعد ذلك بسنوات تم انشاء دار سينما الفرات في الجانب الكبير في محلة السنية بجانب مقهى ابو جمال، واستمرت سينما الفرات حتى سبعينيات القرن الماضي.
في نهاية الاربعينيات تم افتتاح سينما الفرات الصيفي ولكن هذه المرة في جانب الحلة الصغير وفي بستان هجول وفي المكان الذي اصبح فيما بعد (دائرة صحة محافظة بابل) كانت بناية الدار متناسقة وفي تصميم هندسي جميل نال اعجاب الجميع ممن شاهده، ولم تستمر سينما الفرات الصيفي سوى بضع سنين ثم تم هدمها وبقيت المقهى الشهيرة (مقهى حمود هجول) في نفس الموقع.
سينما بابل
في محلة الجامعين، تم بناء داري سينما اواسط الخمسينيات من القرن الماضي هما سينما بابل الشتوي وسينما بابل الصيفي واغلقت في منتصف الستينيات منه.
من احدث الدور دار سينما الجمهورية ومكانها بين برج الاتصالات والعيادة الشعبية وقد انشأت بعد ثورة الرابع عشر من تموز وكان افتتاحها في حزيران 1959 هذه السينما كانت من الدور المتميزة في الحلة حيث تقوم بعرض الافلام الحديثة وتتنافس مع سينما الفرات بالتسابق في جلب الجماهير.
اما سينما الخيام فقد تأخر تشيدها إذ افتتحت نهاية ستينيات القرن الماضي واشتملت على طابقين وملحق تضمن سينما صيفي ثم تحولت الى مسرح وبذلت ادارتها جميع ما تيسر من اغراءات غير انها فشلت في جلب الرواد لذلك اغلقت وتحولت الى محال تجارية ومخازن اما سينما الخيام الصيفي فقد تم تحويلها الى كراج لوقوف السيارات.
وسينما بابل الشتوي التي افتتحت بنايتها في العام 1983 كان بناؤها حديثا وقد نجحت في بداية عملها، الا ان العمل تعثر وتحولت هي الاخرى الى محال تجارية ومخازن لا علاقة لها بالسينما ولا بالفنون.