المسرى … خاص
ما بين ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي تحولت أحد أزقة الحلة القديمة إلى سوق خاص ببيع الحطب الذي كان عنصرا أساسيا في الطبخ والتدفئة، وكانت النساء تمثل أغلب بائعي الحطب، لذلك سُمي السوق بسوق الحطابات( النكلة والسابل والمعيطرية و الشكبان ) هي طرق مختلفة لنقل الحطب الى السوق أنذاك، ومع بداية الثمانينيات أنحسر الحطب بسبب التطور واستخدام بدائل أخرى، ومنذ ذلك الحين تحول السوق الى بيع حاجيات الناس المختلفة دون الحطب.
سوق قديم
محمد هادي مؤرخ من أهالي المدينة أشار للمسرى إلى أن ” سوق الحطابات تعد من أسواق مدينة الحلة القديمة، وتمتد لبضعة مئات من الأمتار، وتحديدا من بداية ألبان السفاح وصولا إلى عكدة أبو كسور تقريبا ” مبينا أن “هذا السوق في الوقت الحالي يباع ويشترى فيه كل ما يحتاجه الناس من حاجيات وبالأخص الحاجيات القديمة “.
سلع متنوعة
ومن جانبه تحدث جواد رحومي صاحب أحد المحلات داخل سوق الحطابات للمسرى قائلا إن ” أعمل هنا منذ ما يقارب من الـ33 سنة ، وفي السابق كان الناس يأتون بالحطب من الريف ليبيعوه هنا، ولكن بمرور الزمن انقرض هذا العمل، وتم فيه بناء بعض المحلات الجديدة وخاصة خارج السوق الأصلي، وواكب السوق التطورات والحداثة في بيع وشراء السلع والحاجيات، ولكن اسمه القديم بقي على حاله وهو ( سوق الحطابات)”، مشيرا إلى أنه ” يشتري ويبع سلعا وحاجيات متنوعة من التحفيات والخزفيات والصناعات النحاسية والخشبية وغيرها “.
سوق للفقراء
ويبدو أن مشاكل سوق الحطابات كما يقول شاغليه لا تقف على تطورات الزمن فحسب، وإنما الاستيراد هو أيضا أثر على العاملين فيه، أما متبضعي السوق فهم دون شك من أصحاب الطبقات الفقيرة والدنيا التي لا تستطسيع شراء المستورد الغالي.
وبدوره أوضح داخل تهلوك أحد العاملين داخل سوق الحطابات للمسرى أنه ” في حقبة السبعينيات من القرن الماضي كان العامل في سوق الحطابات يستطيع إعالة عائلة أو أكثر بأريحية، ولكن في الوقت الحالي لا تستطيع أن توفر لقمة عيش يوم واحد، وكله بسبب الاستيراد من الخارج، فأحيانا كلفة السلعة المستوردة الجديد تكون أرخص من كلفة السلعة التي تعطلت وتريد إصلاحها في هذا السوق، ونحن بدورنا نشتري هذه السلعة المتعطلة ونقوم بإصلاحها وبيعها بسعر أرخص لزبائننا من الطبقات الفقيرة “.
صورة وطبيعة
وبتجوالك في سوق الحطابات بمدينة الحلة قد تستغرب من تنوع وكثرة البضائع والسلع القديمة والمستعملة المعروضة في السوق، كونه كالمتحف يترجم لزائريه الأزمنة المختلفة التي مرت على البلد، ولا تستغرب أيضا أنه بمشاهداتك داخل السوق تصل لمفهوم وصورة عن طبيعة وكيفية عيش شريحة كبيرة من الناس .