المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
بعد بيان وزارة التربية الأخير الذي أكد على تأييد فكرة الاستغناء عن الكتاب والمناهج المدراسية الورقية والتوجه نحو استخدام الحاسوب والتاب الشخصي واعتماد المناهج الدراسية إلكترونيا للطلبة بدلا من المناهج المطبوعة، برزت إلى السطح موجة من الانتقادات الشعبية لتوجه وزارة التربية تلك، واصفين إياها بالعاجزة في إدارة شؤون الوزارة، داعين الحكومة إلى الالتفات إليها وإعادة التربية والتعليم في البلد إلى مسارها الصحيح.
قرار مجحف
المواطن يحيى الشمري علق على قرار وزارة التربية باعتماد المناهج المدرسية إلكترونيا بدلا عن الكتب المطبوعة بأنه قرار خاطىء ومجحف، قائلا للمسرى: إن” القرار هذا ليس في صالح الطالب إطلاقا، كونه يدل على فشل خطط وبرامج وزارة التربية في هذا السياق”، مبينا أن ” وزارة التربية تترنح منذ سنوات بتنفيذ القرارات والإجراءات الخاطئة، ويبدو أنه لا نية لها لتصحيح مسار التعليم وإعادتها إلى خطها المستقيم الذي تربت عليه الأجيال السابقة”، مبديا أسفه من عجز وزارة التربية وعدم قدرتها على توفير الكتب المدرسية، وبالتالي هذه تعتبر انتكاسة اخرى تحسب للوزارة وتضاف إلى انتكاساتها منذ العام 2003 “.
قرار فاشل
ومن جانبه قال المراقب مهدي عادل للمسرى إن “قرار وزارة التربية الأخير باعتماد المناهج إلكترونيا بدلا عن الكتب المطبوعة هو قرار فاشل، لأن الطالب لا يعيش في المدينة والحضر فقط ، وإنما في القرى والأرياف والأماكن النائية، من أين يأتي بالأنترنت لمطالعة الكتب ؟ أليس هذا بحد ذاته قرارا خاطئا ؟ ومن جهة اخرى هذا القرار يدل على فشل وزارة التربية في طبع الكتب والمناهج الدراسية وإنشاء البنى التحتية المدرسية”، داعيا الحكومة إلى الالتفات إلى وزارة التربية وإعادة هيكليتها من جديد، لأنه حاليا لا تربية فيها ولا تعليم “.
أسف وحسرة
وبدوره انتقد المواطن أحمد نزار قرار وزارة التربية بجعل الدراسة إلكترونيا، وقال للمسرى ” نأسف لما وصل إليه حال وقرارات وزارة التربية باعتماد خطط لا تتلائم مع مجتمعنا إطلاقا وهو قرار غير صحيح وغير مدروس بكل معنى الكلمة، وبالتالي تعليم العراق بهذا الشكل في تراجع “.
تامين المناهج
وفي السياق ذاته أوضح المعلم كريم صلال للمسرى أن ” عدم توزيع الكتب والمناهج الدراسية على الطلبة لغاية اليوم، هو دليل على فشل وعجز وزارة التربية في طبع وتامين المناهج الدراسية في وقته المقرر”، مشيرا إلى أنه ” كان من المفروض أن تقوم الوزارة بطبع وتأمين المناهج الدراسية قبل بدء العام الدراسي الجديد بفترة، هذا هو المتعارف منذ سنوات طويلة، وبخلافه كل ما يحصل وموجود على أرض الواقع هو دليل على عجز الوزارة”، مؤكدا أن ” الدراسة الالكترونية حتى ولو طبقت فإنها لن تنجح، لأن الطالب والأسرة العراقية غير مهيئة لذلك من كل النواحي ( الانترنت والأجهزة اللوحية الذكية) “.
إشكال للطالب والعائلة
أما التربوي الدكتور علي القريشي فأشار للمسرى إلى أنه “بمجرد إعلان وزارة التربية بأن المناهج ستكون إلكترونية، هو إشكال بحد ذاته للعوائل، على اعتبار انه يجب توفير الأجهزة اللوحية الذكية ( التابلت) للطلاب، والكل يعلم ان أسعار هذه الأجهزة غالية ومرتفعة، وفي نفس الوقت المدرسة تفقد قيمتها وطبيعتها الورقية”، منتقدا الوزارة بأنها إن أرادت ان تغير التعليم فليس من الصحيح أن تغيرها بين ليلة وضحاها، وبالتالي عليها قبل أن تُقدم على هذه الخطوة ان تقوم بالدراسات والتخطيط لها قبل أكثر من سنة، مؤكدا مضي أكثر من اسبوعين على بدء العام الدراسي الجديد ولا توجد كتب ومناهج دراسية توزع على الطلاب لغاية اليوم، وبالتاكيد هذا عجز واضح يحسب عليه وزارة التربية وكذلك سوء التخطيط”.
الاستغناع عن الكتب
وكانت وزارة التربية قد اعلنت في وقت سابق أنها طرحت المناهج الدراسية عبر الموقع الرسمي للوزارة، بصيغة الـPDF، وستكون متاحة أمام الطالب بصورة مجانية وان الوزارة تفكر بالاستغناء عن الكتاب والتوجه نحو استخدام الحاسوب والتاب الشخصي.