تغطية: حيدر احمد – كرميان
إعداد: كديانو عليكو
يتوارث نياز هياس عباس الكوزجي حرفة صناعة الاواني الفخارية عن أبيه وجده ولم يستسلم امام الظروف الصعبة التي تواجه هذه المهنة، ويتم إنتاج هذه الحرفة في قضاء خورماتو بمحافظة صلاح الدين.
كانت صناعة الفخار مهنة عمرها آلاف السنين في خورماتو، ولم يتبق منها سوى مصنع واحد للفخار في المنطقة.
وقال صانع الأواني الفخارية نیاز هیاس للمسرى: “نقوم في هذا المصنع بصناعة اباريق المياه من الفخار وسنادين لزراعة الورود، مضيفا ان المادة المستخدمة في صناعة الاواني هي الطين، حيث يتم وضع التراب الخاص والرمل والنفاش والملح في المياه لمدة ثلاثة ايام ثم نقوم بعجنه والعمل عليه في صناعة الاواني الفخارية، مشيرا الى ان فائدة الملح هي تماسك الطين وعدم حدوث انشقاق فيه”.
من جانبه اضاف نهاد هياس عباس الكوزجي للمسرى، انه “ليس هناك دعم من قبل الحكومة لمهنة صناعة الاواني الفخارية، خاصة المحروقات النفطية، وان معملهم هو الوحيد الذي حافظ على بقائه من سبعة معامل كانت في المنطقة، وليس هناك اي دعم وتشجيع من قبل الدولة وتهميش الصناعات الشعبية التي اندثرت مثل مهنة الحدادة والنجارة وغيرها التي باتت تستورد من الخارج وادى ذلك الى زوالها”.
وناشد الكوزجي عبر المسرى محافظ صلاح الدين بدعمهم وتزويدهم بمادة النفظ وبعض مستلزمات صناعة الاواني الفخارية حتى تحافظ هذه الصناعة الوحيدة في خورماتو على بقائها وحتى لا تزول مثلما زالت العديد من الصناعات الشعبية”.
تعد صناعة الفخاريات في العراق من أبرز الموروثات الشعبية للصناعات اليدوية الموروثة التي عُرفت قبل نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وارتبطت بالتراث السومري والآشوري والأكدي، كما بينته أعمال التنقيب عن الآثار في حضارة وادي الرافدين، وتعد هذه الحرفة الهوية الحقيقة لتراثنا الشعبي، وكل أداة تروي قصص الماضي وبساطته بأدق تفاصيله، فالأواني والأدوات الفخارية تعبرعن الحياة المرفهة التي كان أجدادنا يتمتعون بها من طبيعة حياة القرية.
وکانت صناعة الفخار إحدى أهم الصناعات القدیمة التی عرفها الإنسان العراقي منذ النصف الثاني من العصر الحجري الحدیث، واستمرت صناعة الفخار بالتطور عبر عصوره القدیمة والإسلامیة حتى وصلت إلى ما وصلت إلیه هذه الصناعة من تطور في الوقت الحاضر.