تغطية: عباس الاركوازي – خانقين
إعداد: كديانو عليكو
يعد جسر الوند الحجري القديم في مدينة خانقين بمحافظة ديالى من أقدم المعالم العمرانية في العراق والمنطقة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر ومازال يحتفظ بقوته وهيبته رغم حاجته للصيانة .
تسمية الجسر
وردت العديد من الأسماء على هذا الجسر في السابق فمنها جسر ألوند (ئهڵوهن) نسبة إلى اسم الوند والذي ينبع من جبل الوند، حيث منقوشات داريوش الكبير (ت 486ق.م). عرف النهر بأسماء هلمان وألوان في عهد السومريين واللوبيين، وما يزال يطلق عليه أهل المنطقة اسم (ئهڵوهن) بدون حرف الدال الذي دخل عليه من اللغة العربية، لان اسم الوان أو ألون في لغة الماديين يعني (من ذلك العلى) وكان يقصد به ان النهر ينبع من جبال ألون القريب من عاصمة الماديين همدان اكباتان.
وكذلك يسميه أهالي خانقين (کوپری) وهي كلمة من جزئين (كوپ) وهي كلمة تستخدمها الشعوب الآرية وتعني التقوس و(ري) وتعني الطريق وبذلك يكون المعنى الطريق المقوس.
وكذلك سمي بـ (الجسر الحجري) نسبة إلى بعض الحجارة التي استخدمت في بنائه والتي كانت من بقايا آثار جسر حجري قديم كان مشيد على نهر الون وهو قريب نسبيا من موقع الجسر الحالي.
ويقول الاكاديمي حسين مراد للمسرى: ان “جسر الوند الحجري القديم معلم من المعالم التاريخية في مدينة خانقين ويوجد الجسر كصرح من صروح التاريخ ويعود تاريخ بناء الجسر الى عصر السلالة الساسانية وتم بناءه من قبل عدد من المعماريين”.
واضاف، ان “فكرة الجسر ركزت على هدف تسهيل مهمة عبور القوافل الوافدة الى العراق من ايران كزوار العتبات المقدسة و التجار والسياح”.
من جانبه اكد المؤرخ سربست برزو للمسرى، ان “بناء جسر الوند الحجري يعود الى العام 1860، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات واكتمل عام 1863 وكان يعتبر احد الطرق السريعة بين العراق وايران لمرور القوافل، خاصة وان الطريق كان صعبا خلال فصل الشتاء”.
الناشط سركوت احمد من جهته اوضح للمسرى، ان “جسر خانقين او جسر الوند الحجري القديم يعد معلما اثريا وتراثيا مهما لسكان المنطقة، لانه انشئ بحسب مصادر عام 1860 ويربط منطقتين داخل خانقين لاغراض تجارية بين ايران والعراق”.
واشار احمد الى ان “اهالي المنطقة يطالبون وزارة الثقافة والسياحة والاثار في الحكومة الاتحادية بادراج الجسر والمعلم الاثري ضمن لائحة اليونسكو للتراث للحفاظ عليه، كون الجسر يتعرض الى تشققات في اساسه واهمال حكومي”.
كما اكد الناشط رزكار محمود للمسرى، ان “جسر الوند الحجري عزيز على قلوب الناس في المنطقة، لان كل شخص خانقيني لديه ذكريات في منطقة الجسر، لانه في الصيف ياتي الشباب للسباحة وبعضهم يصطادون الاسماك، فهو مكان للفرحة ولقضاء اوقات جميلة، الا ان الاوضاع مختلفة الان، لان المياه شبه مقطوعة”.
ويطالب محمود عبر المسرى “الحكومة الاتحادية باحياء هذا المكان كمكان سياحي واثري”.
تاريخ الجسر القديم