الكاتب .. علي قاسم الكعبي
لم يختلف العام الدراسي الجديد عن سابقاته من الأعوام المنصرمة لابل اذا جاز لي ان اصفه بأنه الاسوء على الاطلاق فبرغم البيانات التي أصدرتها الحكومة ووزير التربية خصوصاً عن استعدادتهم لبدء العام الجديد الا ان الواقع يتحدث عكس ذلك واذا تحدثنا عن مرتكزات العملية التربوية التي تبنى على ثلاث ركائز اساسية يُكمل بعضها البعض وهي (المعلم والمنهج والابنية المدرسية) فلاخيرة مايزال ملفها يرواح مكانه حيث بات من الطبيعي ان تشاهد بناية المدرسة الواحدة تشغلها ثلاثة مدارس في مايسمى بالدوام الثلاثي وربما سيكون رباعي أن بقى الوضع على حالة! فتخيل اي وضع هذا فالتلميذ قد سرق من حقة بالدرس والتعلم لان الوقت ضيق جداً مما يضطر العديد منهم الى الذهاب للمدارس الاهلية رغم فحاشة وقبح أسعارها ولذا فإن هذا المرتكز ساء إمرة هذا العام واذا تحدثنا عن المرتكز الثاني وهو المنهج (الكتاب) فان هذا العام تم تجهيز المدارس بنسبة اقل من ب50% بمعنى أن نصف الطلبة سوف لن يحصلوا على كتاب جديد بالألوان الزاهية وماتحمله من تاثير نفسي لدى الطالب والمعلم أيضا مما اضطر الاباء إلى الذهاب إلى الاسواق الملتهبة من أجل شراء الكتاب الجديد مع انهم مثقلون تماما في توفير لقمة العيش ومتطلبات الحياة اضافة الى القرطاسية التي ازدادت أسعارها إلى اضعاف الأسعار وهذا هم جديد أُضيف على العوائل المثقلة بتخبط النظام الاقتصادي وتقلبات السوق بعد ارتفاع فاحش للدولار اما الحديث عن المعلم وهو عماد العملية التربوية فالحديث عنة ذو شجون وياخذك نحو السياسية التي كلما ابتعدنا عنها وجدنا أنفسنا في قلبها فهي لب المشكله اذ مازال العديد من التربويين بتظاهرون دون أن يستمع احد لهم مطالبين بتعديل سلم الرواتب الذي لم ينٌصف الأسرة التعليمية والتربوية فضلا عن الدوائر الأخرى ولم يوفر الحد الأدنى للعيش الذي يتطلبه إذا ماعلمنا بأن الكثير منهم يعيش في ” الأجار” والذين افضل منهم حالاً فهم يعيشون بالعشوائيات لانهم لايمتلكون قطعة أرض والسعيد منهم هو ذلك الذي يمتلك أرضاً فقط ولا يستطيع بناء غرفة واحدة ليشعر بأن السقف الذي يحميهم هو “ملك طابو” تلك احلام لم تحققها الحكومات منذ عشرين عاما ولذا فاننا نطلق صرخة استغاثة لانقاذ التعليم والعملية التربوية بأن تضع الحكومة يدها على الجرح لتنقذ جيلاً كاملاً وضعت امامة عدة تحديات غاية الخطورة والدراسات تؤكد بأن حالات تسرب التلاميذ من الدارسة بدأت تتصاعد وان اشتغال الأطفال في السوق هو أمر خطير جدا ولايمكن لاحد تصور نتائجة السلبية مع انتشار خطر المخدرات والغريب في الأمر أن هذة المشاكل بدأت تتصاعد في كل عام مع وجود موازنات فوق الانفجار ية لم تغير اي شي في النظام التربوي والتعليمي وكان بالامكان أن يكون هذا العام افضل من الأعوام السابقة لان الحكومة أطلقت على نفسها حكومة خدمات لكنها وكما يبدو انشغلت بأمر اخر قد يكون اهم من القطاع التربوي وتلك مصيبه عظماء بأن يصبح ملف التعليم اقل أهمية ونحن نِشاهد كيف يتهاوى البِناء فوق رؤوسنا ونخسر طاقة شبابية كان بالإمكان ان تعيد العراق الى سابق عهدة قويا متعلما صلب الارادة وليس في ذّيل قائمة التعليم …
نقلا عن وكالة المعلومة