تغطية: نور صباح – ذي قار
إعداد: كديانو عليكو
أعلنت بعثة جامعة بنسلفانيا الأمريكية العاملة في محافظة ذي قار وتحديداً في مدينة لكش الأثرية “تل الهباء” الأحد الماضي، عن اكتشاف مطعم شعبي سومري وأحياء سكنية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام.
وحول تفاصيل اكتشاف الفرقة التنقيبية الامريكية المطعم الشعبي الذي يعود للعصور السومرية في مدينة لكش الاثرية في ذي قار، قال مدير آثار ومفتشية ذي قار شامل الرميض للمسرى: ان “تاريخ السكن في موقع لكش الاثري شمال محافظة ذي قار بقضاء الدواية يعود الى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، مضيفا انه تعاقب على حكم هذه المدينة عدة ملوك سومريين، اشهرهم الملك اور ناش او اور نانشي مؤسس سلالة لكش، واشهر آلهتهم هو الإله قصو”.
وبين الرميض، ان “مدينة لكش شهدت صراعات عديدة على نهر الفرات بين مدينة اوما ومدينة لكش”.
واكد، ان “التنقيبات في هذه المدينة بدأت من قبل جامعة شيكاغو الامريكية في العام 1900 وتوقفت بعد ذلك واستأنف العمل في موقع لكش من قبل بعثة جامعة بنسلفانيا الأمريكية، التي اكتشفت العديد من المواقع الاثرية منها الاستيطان، مشيرا الى ان آخر اكتشاف كان ما يعرف بالمطعم الشعبي الذي وجد بالقرب من موقع لكش قبل ايام، اضافة الى معمل لصناعة الفخار والدمى الطينية”.
واضاف، ان “الموقع المكتشف اشبه بالمطعم الشعبي وتوجد فيه دكات يستخدم ككراس مزدوجة يجلس عليها مجموعة من الاشخاص لتناول الطعام وفي داخل المكان توجد جرة كبيرة محاطة بجرة اخرى ويوضع بين الجرتين الفخار المكسر لتبريد الهواء الداخل بين الجرتين”.
وبين مدير آثار ومفتشية ذي قار شامل الرميض، ان “عمل الجرة هو بمثابة عمل ثلاجة والحِب لتبريد الطعام وحفظه، مضيفا ان هذا الاكتشاف اثرى حضارة وادي الرافدين بمعلومات مهمة عن المطعم الشعبي السومري والمدينة الصناعية التي ترجع الى عصر فجر السلالات بحدود 5 آلاف سنة قبل الميلاد”.
وكانت دائرة التحريات والتنقيبات ذكرت في بيان الاحد الماضي، أن بعثة جامعة بنسلفانيا الأمريكية العاملة في محافظة ذي قار وتحديداً في مدينة لكش الأثرية “تل الهباء”، اكتشفت “تكويناً بنائياً يقارب في الشبه ما يعرف لدينا اليوم بالمطعم العام أو الشعبي من حيث تصميمه وعمله”.
وبينت، أن “البعثة التنقيبية وجدت بقايا مواقد وأفران كانت تستخدم في إعداد الطعام وإنضاج الخبز، كما انتشرت المصطبات الملاصقة للجدران المعدة للجلوس وتناول الطعام عليها، وكذلك عثرت في إحدى غرف هذا المكان على جرة كبيرة مدفونة في الأرض إلى مستوى الفوهة وأحيط بدنها بكميات من كسر الفخار بمثابة مادة عازلة يعتقد أنها من النماذج الأولى المستعملة في حفظ السوائل وتبريدها”.
وأشارت إلى “اكتشاف العديد من الحارات السكنية والأساسات البنائية التي تعود لغرف وملحقاتها”، مبينة أن هذه المكتشفات تعود إلى عصر فجر السلالات قبل نحو 5000 آلاف عام.