بدل رفو .. النمسا/ فيينا
المقابر في الشرق تحمل صورة مختلفة عن المقابر في الغرب وسبق ان زرت مقابر البلدان والمدن التي ازورها خلال رحلاتي وزياراتي. الاوربيون يقدسون زيارة المقابر حيث يشعرون براحة النفس والضمير وبالأخص حين تغدو المقبرة المثوى الاخير ونهاية المطاف لمشاهير البلاد.
خلال وجودي في العاصمة فيينا، كانت الزيارة الى اشهر مقابر العالم على الاطلاق واكبر مقابر اوربا وهي مقبرة فيينا الرئيسية، والتي تعد بدورها تحفة خالدة من ارث دولة النمسا لما تضم من قبور لأشهر الشخصيات النمساوية عبر التاريخ ومنهم الفنية والثقافية والسياسية والعدد الكبير من رؤساء النمسا والفنانين والادباء حيث التأثير الكبير على المجتمع الفييناوي .
وكذلك شاخصات القبور تختلف بعضها عن الاخر وتمكن الفنانون من ابراز شخصية الراحل من خلال شاخصات قبور البعض فمثلا وجدت شاخصة قبر الفنانة النمساوية العالمية التشكيلية (ماريا لاسينغ) والتي ادهشت العالم باسلوبها الحداثوي، كانت الشاخصة تحمل اسلوباً حداثوياً والفنان (اودو يورغن) الموسيقار العبقري والذي ودع العالم قبل عامين حيث اوتار الالة الموسيقية على شاخصة قبره.
خلال زيارتي الى المقبرة رافقتني الاعلامية النمساوية السابقة (روزفيتا زايس) ،التي عملت لعقود في الصحافة النمساوية واختصت ايضا بدراسة الفلسفة وحدثتني عن ارتباطها بالمقبرة وقالت بانها ترتبط ارتباطا كبيرا بهذه المقبرة وهي ترى التاريخ والفن والسياسة كلهم يلتقون هنا بعدما فشلوا من اللقاء في العالم وبصورة حية وقالت بان الكثيرون هنا يرقدون بسلام ممن خدموا الانسانية والنمسا وتقول بدورها بأن مقبرة فيينا هي رحلة وعالم اخر وكتاب يجسد تاريخ الانسانية وحفنة ذكريات وأن الانسان الفييناوي يجد في المقبرة وجهان ،اولهما الوجه الحزين وهو يذكرهم بالموت والثاني يمنحهم العزيمة والاستمرارية على الحياة بعد مشاهدتهم لقبور المشاهير وقالت بانها عاشت مع هؤلاء العباقرة عبر اعمالهم حين كنا في قسم الفنانين في المقبرة. اذن البعض يسمي المقبرة الوجه الحزين والاخر التحفة الخالدة والوجه الثقافي والفني لمدينة فيينا.
خلال زيارتي الى المقبرة رافقتني الاعلامية النمساوية السابقة (روزفيتا زايس) ،التي عملت لعقود في الصحافة النمساوية واختصت ايضا بدراسة الفلسفة وحدثتني عن ارتباطها بالمقبرة وقالت بانها ترتبط ارتباطا كبيرا بهذه المقبرة وهي ترى التاريخ والفن والسياسة كلهم يلتقون هنا بعدما فشلوا من اللقاء في العالم وبصورة حية وقالت بان الكثيرون هنا يرقدون بسلام ممن خدموا الانسانية والنمسا وتقول بدورها بأن مقبرة فيينا هي رحلة وعالم اخر وكتاب يجسد تاريخ الانسانية وحفنة ذكريات وأن الانسان الفييناوي يجد في المقبرة وجهان ،اولهما الوجه الحزين وهو يذكرهم بالموت والثاني يمنحهم العزيمة والاستمرارية على الحياة بعد مشاهدتهم لقبور المشاهير وقالت بانها عاشت مع هؤلاء العباقرة عبر اعمالهم حين كنا في قسم الفنانين في المقبرة. اذن البعض يسمي المقبرة الوجه الحزين والاخر التحفة الخالدة والوجه الثقافي والفني لمدينة فيينا.
تفتح المقبرة ابوابها للزوار حسب فصول السنة وفي هذا الوقت تفتح المقبرة ابوابها من الساعة السابعة صباحاً ولغاية السابعة مساءً والدخول مجاناً واما الوصول لها فكل سبل المواصلات من مركز المدينة متاحة بالسفر لها عبر (الحافلات والترام) لغاية بوابات المقبرة.
تعد مقبرة فيينا الرئيسية وكذلك مقابر النمسا جزء من التاريخ الثقافي والفني في النمسا وهي بدورها اشبه بمتاحف في الهواء الطلق وكذلك هناك جولات سياحية برفقة مرشد سياحي الى اجزاء المقبرة وتضاف اليها وجود عربات تجرها الحصن لتكون في خدمة زوار المقبرة والتي تعد بدورها احياء لتراث المقبرة وفيينا والاحتفاط بالعربات من زمن القياصرة مقابل اجر زهيد.
افتتحت مقبرة فيينا الرئيسية بشكل رسمي عام 1874 وتقع على مساحة كيلومتران ونصف الكيلومتر وهي واحدة من كبريات مقابر اوربا وتضم النصب التذكارية وتحف الاسلوب الشبابي وهي من الاماكن المحببة للزوار لزيارتها وخلال تواجدي رايت اعدادا كبيرة من السواح الاجانب في المقبرة وهي واجهة للجذب السياحي في فيينا.تأسست المقبرة خارج اسوار المدينة القديمة ولكن مع مرور الزمن وحركة التوسع والتمنية والازدياد السكاني وتوسع المدينة صارت المقبرة داخل مدينة فيينا .وقبل مشاهدة اسوار المقبرة تواجه الزائر حوانيت وورش عمل شاخصات القبور من المرمر والحجر. توزعت اجزاء المقابر حسب ترتيبها بصورة رائعة وحال الدخول من البوابة الرئيسية يمكن مشاهدة خطة المقبرة والعثور على قبور الاموات بسهولة وايضا يمكن الاستعانة بموقع المقبرة على شبكة الانترنت للعثور على اصحاب القبور وموقعهم في المقبرة واللوحات على مفترق الطرق والشوارع والشئ الجميل والتحفة المعمارية الاخرى في قلب المقبرة هي كنيسة المقبرة التي تواجه الزائر في الواجهة والسير صوبها في شارع جميل عريض بين الاشجار.
لكن جل اهتماماتي في الزيارة كانت القاء الضوء ايضا على قبور مشاهير النمسا الذين سجلوا تاريخاً في الفن والادب وتمكنت من مشاهدة وتصوير قبور عباقرة الموسيقى ومنهم (موزارت ،بيتهوفن،شتراوس(العائلة كلها)،شوبارت ،برامس،اودو يورغن..واخرون) والكثير من الفنانين في قسم الموسيقيين واما القسم الاخر في الجهة المقابلة للسياسيين ومنهم الوزراء ورؤساء بلديات فيينا ورؤساء شرطتها وهذا دليل بانهم حتى في المقابر لا يلتقيان، واما في الساحة الدائرية وتتوزع الورود من كل جانب حيث يرقد رؤساء دولة النمسا الراحلين وكتبت اسمائهم على الارضية والحيطان ايضا وسبق ان عاصرت اثنين منهم وهم : كورت فالدهايم و توماس كليستل وتم تشييد قبر وسط الساحة والتي تعد بدورها قلب المقبرة ،وبعدها كان الدرب صوب البحث عن الادباء والفنانين ووجدت قبورهم ومنهم الشاعر الكبير ارنست ياندل واخرون واما عوائل النبلاء والاثرياء فكان لقبورهم طابع استثنائي في البناء وتشييد الشواخص التي تجسد المعاني والحياة التي عاشوها.
وللمسلمين حكاية طويلة مع المقبرة الرئيسية في فيينا ترجع الى عام 1876 ومنذ ذلك الحين يتم دفن المسلمين في المقبرة ولكن منذ عام 1970 تم تأسيس قسم للمسلمين في المقبرة ومع مرور الوقت تم توسيعها وحسب ما عرفت بان هناك مقبرة كبيرة تم تشييدها للمسلمين في منطقة ليزينك في فيينا ويتم دفن المسلمين حسب الطقوس الاسلامية وبالاضافة يوجد مقبرة لليهود ايضا في المقبرة الرئيسية وبهذا تجتمع كل الاديان السماوية في فيينا.
زيارة الى مقبرة فيينا ..الانفراد بالنفس والعيش بهدوء في اجمل مقبرة اوربية وربما عالمية ايضا برفقة مشاهير الفن والسياسة والعامة والنبلاء ..مقبرة فيينا تحفة خالدة وارث تاريخي في النمسا…!!
بعد خروجي من المقبرة تذكرت مقابر وادي عكاب والكرامة في الموصل وشاخكي في دهوك وحزنت ورددتها مع نفسي لا الاحياء مرتاحون ولا الموتى في قبورهم!