ليس مهما أن تسكن قصرا أو برجا عاجيا، وليس مهما أن ترهن نفسك لسلطة أو قوة مستحكمة حتى تكون عظيما..!؟ كاتب ينتمي إلى قمح الفقراء وأفواهم الفاغرة.. يدواي، بمضع قلمه جراحهم النازفه قهر وألم مدقع …
لا تحسبه كاتب ذو عنجهية بازخة أو ارستقراطي التفكير والإيدولوجية..
هو ليس أكثر من رسول…
للخبز والحبر والآحياء المدقعة في العوز حد البؤس…
حبره.. قلمه ..حلمه ..عقيدته..و ماله!
طوع كل ذلك برمته،
كي يكسي الفقر والجهل والحرمان ثوب المعرفة والعلم والثقافة…
ما من كاتب في الأرض قاضبة، إلا ويعاني من الجوع والعزة! فكيف كاتبنا بدل رفو الرحالة والذي يدفع كل ما يملكة كي ينقل لنا ثقافة الشعوب وعاداتها والامها وفرحها…
الرحالة بدل رفو الذي استطاع أن يسخر حرفه وحبره
في أكثر الأماكن حرمانا وعوزا ووحشية..
وقد ألقى عدة محاضرات حول العالم ويقول ليس من السهل أن تتحدث لأطفال عاشوا لمدة ثلات سنوات تحت قبضة داعش، ويضيف بمرارة إنها كانت من أصعب المحاضرات على الإطلاق!
كما ألقى محاضرة في سجن الأحداث ومن النهفات أن أحد الأطفال المساجين قال له : أطلب منك طلب واحد فقط:
أن تعلمنا على طريقة مثلى للهرب من السجن؟!
كما كان يلقي المحاضرات للأطفال في القرى النائية عن العلم والثقافة والتطور..
ومن أكثر المحاضرات وسامة ؛ حين القى محاضرة في إحدى مدن المغرب (شفشاون)
وسماها (سأحدثكم عن لصوص المغرب) وفي وسط الدهشة التي ارتسمت على وجوه الحضور (كيف لضيف يتحدث عن لصوص بلدنا؟) قال : حيث كنت أنا وصديقي النمساوي نسكن في خيمة وفي غابة بعيدة، وقد تفاجئنا بلصوص وقد رفعوا علينا السكاكين ويطلبون منا ما نملكه من نقود فرد عليهم بكل دماثة : اهكذا تعاملون ضيوفكم في المغرب؟
ما كان من اللصوص الا أن خجلوا من أنفسهم، واعتذروا، إلى حد أنهم عرضوا عليه بعض النقود اذا كان بحاجة لها.
ويقول كي تتعرف على ثقافة الشعوب ،يجب أن تزور مطبخهم؛ فأكل الجراد في المكسيك والحلزون في المغرب..
هو الحبر حين يجري في الشريان لا يستطيع أن يملك وجهان! وجه واحد فقط هو وجه الكاتب الحقيقي الصادق حد التماهي وأكثر..
قال الكاتب عبدالاله الصائغ وقد قدم لكتاب العالم بعيون كوردية :
زرت تاج محل وعرفته حجرا حجرا وركنا ركنا؛ اما حين قرأت بدل رفو وكأنني لم أزر تاج محل أبدا..
وفي إحدى المقاهي في دهوك وقد كان معلق على الحائط صورة الكاتب مع أطفال الهند؛ فقال له رفو ليعرف درة فعله : من سمح لك ان تعلق صورتي بصدر المقهى؟ فرد صاحب المقهى: الكاتب هو ملك الناس وليس ملك نفسه..
وهناك أحاديث طويلة عن الرحالة التي كانت حياتهم مقرونة بالمخاطر والقتل والسرقة كإبن بطوطة وأقرانه..
هذا البعض اليسير من الندوة الحوارية التي أقامها البيت العربي النمساوي برفقة المحاور الجميل بروار ميتاني الذي أتقن وبكل ثقة معالم الكاتب، لذا استطاع أن يضئ لنا أماكن الظل، في فضاء الكاتب الشاسعة..
وللحق أقول : هكذا كاتب هام يستحق مدة حوار أكبر أو أكثر من أمسية وأتمنى من إدارة البيت أن يكون لكل كتاب للكاتب أمسية خاصة..
وللعلم أن للكاتب 18 كتاب ما بين ترجمة وشعر وتأليف ..
كما أشكر الكاتب بدل رفو الذي عرض بيع كتبه للحضور بأقل من سعر التكلفة…
هذا الكاتب الذي سكن أزقة الفقراء وخيامهم وحين استحكم؛ إرتدى قلوبهم وآلامهم وكتب لبطونهم الخاوية قصائد الخبز وفي عقولهم زرع السلم والسلام وعلى ثغرهم رسم نشيد القمح..
و الضحكات..
كانت رحلة رائعة ممتعة في عباب بحر الرحالة الكاتب بدل رفو