محلل سياسي للمسرى: البيت العراقي يعاني من تصدع داخلي لا يسهم في بناء الدولة

حوار: سوران الداودي

إعداد: كديانو عليكو

اكد المحلل السياسي عزام الحمداني، ان الانتخابات المحلية الاخيرة في العراق رسمت واقعا سياسيا جديدا البلد، فيما اشار الى ان العملية السياسية في العراق تخضع للتدخل الخارجي.

وقال عزام الحمداني خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى): ان “الانتخابات المحلية رسمت واقعا سياسيا جديدا في العراق سواء على اساس المكون او على اساس الاحزاب والقوى السياسية، معتقدا ان الانتخابات اعطت صورة واضحة بان القوى والاحزاب المسيطرة على المشهد السياسي لا زالت هي المتحكمة بالقرار الانتخابي والسياسي، الا ان ما يعيب الانتخابات الاخيرة انها لم تعطي المجال للقوى الناشئة كونها لا تمتلك المال السياسي او اعلام”.

واضاف الحمداني، ان “المواطن ابتعد كثيرا منذ 2003 عن الانتماءات العقائدية والقومية سواء كان عربيا او كرديا او تركمانيا او مسيحيين وان محمور المواطن العراقي انه يفكر بطريقة عراقية وطنية، الا ان الاحزاب ما زالت قوى كلاسيكية تبحث عن عقيدة او قومية وتصدير مشروعها السياسي والانتخابي، ونعتقد ان هناك فجوة ما بين المواطن والدولة”.

واكد الحمداني، ان “العملية السياسية في العراق تخضع دائما للتدخل الخارجي الدولي، لذلك فان القوى والاحزاب السياسية تعيش في الداخل ضمن قوقعة قومية ودينية بعيدا عن الوطنية”.

واوضح عزام الحمداني، ان “البيت السياسي السني يحتكم الى اكثر من جهة سياسية، كما ان البيت السياسي الشيعي هو بيت منقسم على اساس العقيدة والانضواء واحتواء العنصر الاجنبي وكذلك البيت الكردي، حيث هناك انقسام داخل البيت السياسي”.

واشار المحلل السياسي عزام الحمداني الى ان “البيت العراقي يعاني من تصدع داخلي لا يسهم في عملية بناء الدولة وسوف يعطي المجال للتغيير والاجندة الخارجية وبالتالي اضعاف النظام السياسي، مضيفا انه ربما هناك وعي سياسي بأن التغيير السياسي يجب أن يكون شاملا، الا ان هذه التغيير قد يؤذي العملية السياسية، على اعتبار ان القوى والاحزاب السياسية لديها جماهير وقرارات، مبينا ان الانتخابات المحلية انتجت ما هو موجود على الساحة ولو كان هناك تاثير جماهيري لتمت ازاحة تلك الاحزاب والقوى”.

واوضح، ان “الشعب العراقي يبحث عن شخصية تقدم له خدمة ومنفعة اكثر من شخصية تحمل فكرا سياسيا، وان الشعب العراقي وبسبب طبيعة الظروف الصعبة التي مر بها من الامنية والاقتصادية والسياسية دفعت به الى البحث عن نظام سياسي قائم على اساس اشخاص وقريب منه”.

وشدد عزام الحمداني على ان “هناك توجه دولي وإقليمي بأن العراق يجب أن يكون منقسما شيعيا وكرديا وعربيا وتركمانيا ومسيحيا حتى لا يعطي المجال لهذا البلد بالنهوض”.

وبشان دور ممثلي كركوك سواء على مستوى مجلس المحافظة او البرلمان، قال الحمداني: انه “على الممثل ان ينظر بانه ممثل للعربي والكردي والتركماني وانه على القوى والأحزاب في كركوك أن تعمل على صياغة مشروع وطني وعلى خلق مفردات الحوار والشراكة والتعاون وان تكون بديلا لمفردات الاستئثار بالسلطة والاستيلاء عليها والتهميش والاقصاء حتى يكون بالامكان خلق روح مثالية عند المواطن العربي والكردي والتركماني والمسيحي وبالتالي القبول بالادارة ايا كان شكها لطالما تعمل وفق اجندة وطنية ووفق هوية عراقية”.