أكد الباحث في الشأن الأمني داوود الحلفي، ضرورة إقامة علاقة وطيدة مع التحالف الدولي في الجوانب الاقتصادية والصناعية، محملا إياه مسؤولية الوضع الراهن في العراق.

وقال الحلفي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، لا نستطيع القول أن الوضع الأمني والسياسي في العراق آمن، وانما نستطيع القول أنه مأمن لان الوضع مرتبط بحلقات وفقد أي حلقة سيعيد الفوضى، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو عدم التجانس بين القوى السياسية بالشكل المطلوب، مشددا على أن الاستقرار الحالي مرتبط بشكل كبير بالتفاهم السياسي الراهن.
وأضاف الحلفي أن القرار السياسي يلعب دورا كبيرا في تأمين القرار الأمني، لكن في العراق لم نستشعر منذ 21 عاما ان هناك جهة سياسية لديها القدرة على حفظ الأمن العراقي وتحمل المسؤوليات تجاه الوصول إلى وحدة القرار السياسي، مشيرا إلى أن هناك مزايدات ومحاولات الكسب غير المشروع على حساب أمن العراق ومستقبله.
واشار الحلفي إلى أن خيوط اللعبة في البلاد بيد القيادات الكبرى وتدار بشكل مدروس، لافتا إلى أن العالم جميعه يعرف أن القيادات في العراق غير قادرة على صناعة بلد متطور، مشددا على أن ما يجري في العراق هو برضا جميع الدول التي جاءت بالنظام السياسي الحالي الذي لن يسقط في الوقت الراهن.
وعن العلاقة بين العراق والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، أكد الحلفي أن على الحكومة الاتحادية إعطاء تطمينات للتحالف الدولي أن التعامل معه سيبقى كصديق بعد خروج قواته، مشددا على ان التحالف أيضا يجب أن يتعامل مع العراق كصديق ولا يحاربه ويمنعه من التطور، فهو يتحمل المسؤولية كاملة في تخلف العراق في الوضع الراهن، داعيا الحكومة الاتحادية إلى توقيع اتفاقية شاملة مع التحالف الدولي، تكون اقتصادية وصناعية وعلمية واستثمارية وتحديدا مع الشركات الامريكية والبريطانية لبناء العراق.
وعن كيفية ترتيب البيت العراقي في حال خروج قوات التحالف، قال الحلفي إنه يجب القيام بأمرين مهمين اولها اقامة علاقات قوية مع التحالف الدولي بعيدا عن التحديات الأمنية، والتركيز على الجوانب الاقتصادية والصناعية، والأمر الآخر هو أن جلوس مكونات الشعب العراقي على طاولة حوار وتحديد النقاط التي تبني الثقة بينهم وتوحد آراءهم تجاه بناء العراق ومستقبله، وابعاد ما يهدد أمن العراق بما فيه اقليم كردستان، وبما يضمن أن يكون التحالف الدولي سندا للعراق ومساعدته على حفظ أمنه واستقراره.
وعن مشاركة العراق في المنتديات العالمية الخاصة بالأمن مثل مؤتمر ميونيخ، أكد الحلفي ضرورة توحد العراقيين قبل مطالبة الدول بالدعم والمساندة سواء العسكرية أو السياسية، مشددا على ضرورة الحوار والتفاوض مع الدول بهوية عراقية وطنية والتي اليوم مغيبة، حسب تعبيره.

