من المقرر أن تجري غدا في نصب الأنفال بقضاء جمجمال مراسيم مهيبة لدفن رفات 172 من المؤنفلين أعيدت مؤخرا إلى إقليم كردستان بعد بقائها لمدة أربع سنوات ونصف في الطب العدلي ببغداد.
وسيشارك في المراسيم ذوي المؤنفلين والشخصيات الحكومية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وممثلي القنصليات ورجال الدين.
وتأتي هذه الخطوة بعد مطالبات ذوي المؤنفلين بإعادة رفات الضحايا، حيث تم بعد جهود كبيرة وبتعاون من الجهات المعنية إعادة هذه الرفات إلى إقليم كردستان في الثالث عشر من كانون الثاني الماضي بعد بقائها في الطب العدلي ببغداد لاكثر من أربع سنوات ونصف.
وحضرت المراسم عقيلة رئيس الجمهورية شاناز ابراهيم أحمد وشخصيات رسمية.
بدوره ، أوضح وزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي، أن “دائرة الطب العدلي أكملت فحوصات الحمض النووي لنحو 172 رفات من شهداء الانفال عثر عليهم في مقبرة جماعية بمنطقة الشيخية في بادية السماوة بمحافظة المثنى غالبيتهم من الاطفال الرضع والنساء”.
وبين الوزير، أنه “تم تسليم الرفات الى لجنة من اقليم كردستان وذوي الشهداء لاكمال مراسم الدفن في كردستان ومن ثم تطلق وزارة الصحة بعدها المرحلة الثانية لاجراء فحوصات المطابقة لذوي الشهداء”.
وافاد ، أن “دائرة الطب العدلي مستمرة بعملها لإنجاز فحوصات المطابقة لكافة الرفات ولعموم المقابر الجماعية التي فتحت ورفعت الجثامين وسلمت لوزارة الصحة”.
في الاثناء ، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الاتحادية ، سيف البدر، في تصريحات تابعتها وسائل إعلام من بينها / المسرى / ، أن “واجبنا الأساسي كوزارة الصحة كان المساعدة فيما يخص التعرف على الرفات وعائديتها بحسب قاعدة البيانات”.
وقال البدر ، “سبق وأن تعاملنا مع عشرات الحالات المماثلة من ضحايا النظام السابق أو أحداث داعش وغيرها”، مبينا ” أن مثل هذه الملفات الوزارة توليها أهمية”.
وفيما يخص البطء في إجراء فحوصات الـ DNA، لفت البدر الى أن “إجراء هذا النوع من الفحوصات ليست بطيئة بقدر أنها صعبة ومعقدة ومكلفة، خاصة أن بعض الحالات مرت عليها سنوات طويلة، بالتالي الجثث تفتت وتتحلل بقاياها، لذلك يكون التعرف عليها بمرور الزمن صعباً ومعقداً وأكثر تكلفة”.
وأشار إلى أنه “أتممنا عملية تسليم الرفات بمراسم رسمية في مقر الوزارة اليوم، بحضور السيدة الأولى، ومؤسسة الشهداء، ونخبة من الإعلاميين لتغطية هذا الحدث”.
وأردف بالقول ، إن “وزارة الصحة تتابع مثل هذه الأمور واكتسبنا خبرة كبيرة في هذا المجال، ونعمل على إتمام المنجز المطلوب بأسرع وقت ممكن، لكن الموضوع ليس بهذه السهولة بل مكلف ومعقد جداً”.
وأوضح أنهم مستمرون في متابعة المقابر التي تكتشف سواء في بغداد والمحافظات إو إقليم كردستان من ضحايا النظام السابق أو ما بعد احتلال داعش لعدد من المحافظات العراقية، وفق آلية قانونية رسمية لهذا الأمر”.
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة ” أن وزارة الصحة تعمل على تقديم كافة الخدمات اللازمة لجميع أبناء الشعب العراقي”.
وكان رمك رمضان قائمقام قضاء جمجمال قد أكد خلال تصريح للموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني أنه ” بجهود السيدة الاولى شاناز ابراهيم احمد، استلمنا اليوم من الحكومة الاتحادية رفات 171 من المؤنفلين الذين استشهدوا خلال عمليات الانفال على يد نظام البعث الصدامي، وقد بقيت هذه الرفات أكثر من 4 سنوات في الطب العدلي ببغداد ولم نتمكن من استلامهم لاسباب ادارية وسياسية”.
وأضاف رمك رمضان ” أكثرية الرفات المستلمة من قبلنا هم من أهالي منطقة جمجمال، وقد تعرفنا على هوياتهم عبر فحوصات DNA والمتمسكات التي كانت لدى الضحايا وبقيت مع رفاتهم”.
وفي موازاة ذلك انطلقت في مدينة جمجمال بمحافظة السليمانية، حملة وطنية بإشراف السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، لأخذ عينات الدم والمعلومات من ذوي ضحايا الأنفال سيئة الصيت، وتستمر أسبوعا كاملا.
وجاء في بيان إن “الفريق الوطني لجمع المعلومات وعينات الدم، المتألف من دائرة الطب العدلي في بغداد ودائرة شؤون المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء في العراق بالتعاون مع مكتب السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، أطلقت الحملة الوطنية لجمع عينات الدم والمعلومات من ذوي الشهداء”.
وفقا للبيان فإن “الحملة تقام في قاعة مديرية نصب الأنفال في جمجمال للفترة بين الـ 17 من شباط وحتى الـ 23 منه، ومن الساعة الـ 9صباحا وحتى الثانية بعد الظهر”، مؤكدا أن “القائمين على الحملة يقومون بجمع المعلومات وأخذ عينات الدم من ذوي الشهداء”.
ويقول الفريق الوطني لجمع المعلومات وأخذ عينات الدم إن “على المراجعين من ذوي المفقودين اصطحاب البطاقة الوطنية معهم أو هوية الأحوال المدنية”.
بدورها وجهت مؤسسة الشهداء في رئاسة الوزراء، دعوة الى ذوي المفقودين من اهالي الانفال بخصوص الحملة الوطنية لجمع معلومات وعينات الدم.
وقالت في بيان إنه “يقوم الفريق الوطني المختص المؤلف من دائرة الطب العدلي / بغداد ومؤسسة الشهداء / دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية بالتنسيق مع مكتب السيدة الاولى شاناز ابراهيم احمد واللجنة الدولية لشؤون المفقودين icmp بجمع معلومات وعينات دم من ذوي شهداء الانفال من المكون الكردي”.
وآضافت أن” مكان الحملة الوطنية لجمع عينات الدم ستكون في القاعة الخاصة لمديرية النصب التذكاري للأنفال / چمچمال الكائنة في كوردستان – جه مجه مال (بنارى مه قان) للفترة من 17-2024/2/22، وستكون اوقات دوام الحملة من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الثانية ظهراً”.
ودعت “المراجعين من ذوي المفقودين إلى جلب البطاقة الموحدة او هوية الاحوال حصراً”.
وتسببت عمليات الأنفال في إستشهاد أواختفاء قرابة 182 ألف مواطن كردي وتشريد أكثر من 500 ألف آخرين في عمليات قمعية شنها جيش النظام البائد في حملات سميت ظلما بـ”الأنفال” ضد المدنيين الكرد في ست مناطق جغرافية مختلفة في كردستان ، على ثماني مراحل، نفذت بين شباط وأيلول 1988.
ووفق إحصائية صادرة عن مجلس النواب في تشرين الأول 2018، أدت عمليات الأنفال عن تدمير أكثر من 4500 قرية وقصبة، وتدمير المؤسسات الدينية والمدنية والخدمية.
وحددت حكومة إقليم كردستان يوم الـ 14 من شهر نيسان من كل عام يوماً سنوياً لاستذكار ضحايا عمليات الأنفال.
وفي نيسان 2008، صوّت مجلس النواب بالموافقة على مشروع قرار اعتبار ما تعرض له الشعب الكردي من مذابح وقتل جماعي إبادة جماعية.





