كركوك/ رزكار شواني
كركوك متميزة عن باقي المحافظات لكونها مدينة تعيش فيها مختلف القوميات والاطياف المتآخية ، ونحن نعيش في أجواء رمضانية مفعمة بطقوس العبادات لابد ان نستذكر هذا الشهر الفضيل الذي حل ضيفا كريما علينا لتطهير القلوب بنفحات ايمانية .
ان لرمضان في الماضي كان له نكهة خاصة من حيث العادات والتقاليد التي ورثتها العوائل الكركوكية ، منها حسن العلاقات فيما بينها وبالاخص في الاحياء الشعبية و تبادل الطعام فيما بينها وقت الفطور ، وكذلك اداء الصائمين صلاة التراويح في الجوامع ، وكذلك اقامة الالعاب الشعبية المعروفة مثل (المحيبس و الصينية ) وفي الاحياء الكوردية اقامة لعبة ( دامة والقبعات ) اضافة الی دور المسحرجية في ايقاض الصائمين اثناء السحور الذي لازال يؤدى في بعض الاحياء الشعبية في المدينة ، وكذلك كان للمسيحيين دور كبير في احترام قدسية شهر رمضان . و انه وبحكم تطور التكنلوجيا لم يعد هذا الموروث ياخذ طابع الاجتماعي في الماضي .
( المسرى ) كانت لها وقفات مع كتاب وصحفيي كركوك بمختلف القوميات الذين كانو لهم وجهات نظر مختلفة في كيفية استقبال شهر رمضان و ماضيه العريق .
– يقول الرائد الصحفي والناقد محمد حسين الداغستاني : ربما ليست هناك فروقات جوهرية كبيرة بين رمضان الامس واليوم فيما لو اجرينا المقارنة بما يتعلق بالعبادات وطقوسها الدينية في الجوامع والمساجد والممارسات الاجتماعية خاصة في إعداد الموائد والسهرات وتبادل الزيارات بين العوائل ، لكن على الصعيد المعاشي والحياتي فالوضع في الوقت الحاضر يشير بالصعوبات المعيشية التي تواجه غالبية العوائل العراقية بسبب انتشار الفساد والبطالة بين الشباب وجيوش العاطلين من الخريجين بعد انحسار دور القطاع الخاص وتعاظم أعداد الأرامل والأسر المتعففة والايتام وأبناء الشهداء ، وغيرها من الأسباب الأخرى .
أن رونق رمضان وبهائه بلا شك يكمن في تأمين الحاجات الأساسية للاسرة العراقية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير أجواء الاستقرار والامان وضمان الحياة الكريمة لكل المكونات دون تمييز أو إنحياز .
وقال الباحث التراثي توفيق العطار : اطل شهر رمضان المبارك هذا العام مفعما بربيع اذار الحب والسلام بنفحات قدسية
تهفوا اليه القلوب الطاهرة .
اقول ان رمضان اليوم والناس في نعمة الاطعمة المتوفره والوسائل الملائمة للصائم والجو المعتدل سيكون نفسيا مهيأ لهذه العبادة المقدسة .
لقد تميز رمضان هذا العام وكركوك تنعم بالاخاء والمحبه بين اطيافها ومذاهبها ..
مرحى للجميع ومالنا الا الدعاء ان يديم نعمة الاخاء والحب الدائم .
– أما الاستاذ التربوي يوسف سعيد فقد قال : في كركوك ربما لرمضان نكهة اخرى بسبب تنوع القوميات ولكل عاداتها في الصيام و القيام وقضاء ليالي رمضان في المقاهي واللعبة الشعبية ( الصينية) حيت الجو الاخوي وبالاغاني باللغات الثلاث والتي تصاحبها الطبل و الزورنا والتي تختص بها عائلة المطرب الكبير المرحوم صلاح داودة
فيما قال الكاتب والصحفي محمد هاشم الصالحي : كما اختلف كل شيء في العالم عن ماضيه وزاخ عن طبيعته القديمة، كذلك شهر رمضان اختلفت العادات فيها عما سبق. رغم أن الروحية الرمضانية قائمة والحمد لله، إلاّ أن الكثير من الأمور سارت سلباً. مثلاً كان الإفطار العلني في زماننا أمراً معيباً جداً وكانت القوانين تحاسب عليها. إلاّ أننا نجد اليوم الإفطار العلني وكأننا بغير رمضان. كما نجد وللأسف الشديد المطاعم المفتوحة بل والمزحمة هنا وهناك وكلها لا تحترم الشهر الفضيل.
تقدم علوم التكنلوجيا والعولمة ووسائلها التي جعلت من الدنيا قرية صغيرة سارت على العادات والتقاليد. العالم الافتراضي أصبح يتحكم بعقول الشباب ويطغي على التصرفات عامة.
اللقاءات أيام زمان كانت تجمع الشباب معاً في لعبة الصينية المشهورة. أبناء المنطقة الواحدة ثم المناطق المتجاورة بل تعدى ذلك إلى لقاءات بين أبناء المدن القريبة وخصوصا بين كركوك وأربيل. الأمر الذي كان يعزز الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع.
أسال الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وأن يستجيب دعواتنا وأن يجعل بلدنا آمناً مطمئناً ينعم بالسخاء والرخاء.