ينطلق اليوم السبت، فعاليات إحياء يوم المياه العالمي تحت شعار المياه من أجل السلام، حيث أن المياه قد ترسي السلام أو تشعل فتيل النزاع، فعندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، أو عندما يفتقر الناس إلى الفرص المتكافئة للحصول على المياه أو تنعدم فرص حصولهم عليها، فإن التوترات قد تتصاعد بين المجتمعات والبلدان.
ويعتمد أكثر من 3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم على مياه تعبر الحدود الوطنية، ومع ذلك فإن 24 بلداً فقط لديها اتفاقيات تعاون بشأن جميع مياهها المشتركة.
المياه عنصر حاسم للسلام و الاستدام
ندرة المياه: يواجه أكثر من ملياري شخص إجهادا مائيا مرتفعا، بينما يعاني 4 مليارات من ندرة المياه الشديدة.
التنافس على المياه: قد يؤدي نقص المياه إلى التوترات والصراعات بين المجتمعات والبلدان.
التعاون في مجال المياه: يُعدّ مفتاحًا لضمان حصول الجميع على المياه بشكل عادل ومستدام.
يوم المياه العالمي 2024
الهدف: تسليط الضوء على أهمية التعاون في مجال المياه لبناء السلام وتحقيق الازدهار.
الشعار: “المياه من أجل السلام”.
الرسائل الرئيسية:
المياه ليست مجرد مورد، بل هي حق من حقوق الإنسان.
التعاون في مجال المياه ضروري لتحقيق التناغم بين المجتمعات.
يمكن للمياه أن تُلهمنا للخروج من الأزمات.
وعلى الرغم من أن الماء يغطي ما يقارب 70% من كوكب الأرض إلا أن 2.5% فقط منه مياه عذبة.
والماء يعتبر موردا طبيعيا حيويا ليس فقط للاستهلاك البشري ولكن أيضا لمجموعة واسعة من الأنشطة الزراعية والصناعية وتوليد الطاقة المنزلية، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والبيئية، كما أنه ضروري للعديد من العمليات الصناعية بما في ذلك استخراج المعادن والتبريد للمصانع، ووفقا لبرنامج تقييم المياه العالمي التابع لليونسكو 2018 فإنه من المتوقع أن يزداد الطلب على المياه في جميع القطاعات.
وندرة المياه هي نقص موارد المياه العذبة لتلبية الطلب عليها، وتوجد ندرة المياه في كل قارة وهي واحدة من أكبر المخاطر العالمية من حيث التأثير المحتمل على مدى العقد المقبل. حيث أفاد برنامج الأمم المتحدة للمياه (2019) أن أكثر من ملياري شخص يعاني من إجهاد مائي مرتفع في بلدان مختلفة، ويعاني حوالي 4 مليارات شخص من ندرة المياه الشديدة لمدة شهر واحد على الأقل في السنة.
ويسعى هدف التنمية المستدامة السادس للأمم المتحدة (SDG) الى معالجة مشكلة ندرة المياه عن طريق “ضمان توافر المياه والصرف الصحي وإدارتها المستدامة للجميع” بحلول عام 2030.
رؤية 2030 والاستدامة للمياه
ووفقا لبرنامج مراقبة المياه العذبة فإن ترشيد المياه مهم جدا لأن مصادر المياه العذبة النقية محدودة ومكلفة، وتندرج المملكة العربية السعودية تحت فئة الدول ذات الندرة المطلقة للمياه.
إلا أن معدل استهلاك المياه للأفراد في المملكة يعتبر من اعلى معدلات استهلاك المياه في العالم، حيث ان معدل استهلاك الفرد يبلغ 263 لترا يوميا.
وتسعى رؤية المملكة 2030 عبر محورها المتعلق بالمجتمع الحيوي إلى المحافظة على بيئتنا، وترشيد استخدام مواردنا الطبيعية من خلال الاستخدام الأمثل لمواردنا المائية، وترشيد الاستهلاك، وتعظيم الاستفادة من المياه المجددة.
وترتبط استدامة المياه بالهدف التفصيلي 5.4.2 ضمان استفادة مستدامة من الموارد المائية المتفرع من الهدف الفرعي 5.4 حماية الموارد الحيوية للدولة المتفرع من الهدف الرئيسي الخامس لرؤية المملكة 2030 ” تعزيز فاعلية الحكومة”.
وحسب الاستراتيجية الوطنية للمياه تعمل الشركة المياه الوطنية من خلال برنامج قطرة الى خفض استهلاك المياه للفرد إلى 150 لترًا في عام 2030 وذلك عبر حزمة من البرامج التوعوية والتوجيهية وحلول ترشيد الاستهلاك
المياه والاستدامة
ونحن كأفراد ينبغي أن يكون لنا دور فعال على المستوى الفردي في التخفيف من الأثر البيئي على المياه واستدامتها وذلك باستخدامها بفعالية وتقليل الاستخدام الغير ضروري أو هدر المياه، ولتقريب الصورة لحجم الهدر فإن تسرب الماء بمعدل قطرة كل ثانية يؤدي الى إهدار حوالي 3,150 جالون سنويا، وإذا افترضنا أن هناك 10,000 تسريب بسيط يصبح لدينا أكثر من 31,500,000 جالون مهدر سنويا.
ولتقريب الصورة أكثر عن حجم الاستهلاك الكبير للمياه اليك معدل استهلاك بعض الأنشطة الفردية للمياه:
فتح صنبور المياه من 8 الى 12 لتر في الدقيقة.
غسل اليدين والوجه من 3 الى 9 لتر.
الاستحمام من 6 الى 12 لتر في الدقيقة.
غسالة الصحون 15 لتر.
استخدام السيفون من 6 الى 12 لتر.
غسالة الملابس 60 لتر.
ملء حوض الاستحمام 75 الى 90 لتر.
استخدام المياه في الطبخ والشرب من 6 الى 10 لتر.
استعمال السطل والممسحة يستهلك ما يقارب 18لتر، وبإستخدام خرطوم المياه يتم استهلاك حوالي 72 لتر.
وفيما يلي أفكار مفيدة حول كيفية التخفيف من الأثر البيئي الفردي على المياه:
استخدام أدوات الترشيد لأنها توفر 30-40% من استهلاك المياه وبذلك يمكن توفير كمية تعادل 10 صهاريج سنويًّا.
استخدام أنظمة الريِّ بالتقطير حيث أنها تستهلك كمية من المياه أقل بنسبة 50% وتوفر ما يصلُ إلى 50% من النفقات.
اغلاق صنبور المياه بعد الانتهاء من استخدامه، وعند تنظيف الأسنان، والاستحمام، والطبخ، والوضوء، وغيرها.
عدم هدر المياه عند الاستحمام.
التأكد من أن غسالة الصحون وغسالة الملابس ممتلئة في كل مرة يتم تشغيلها.
استخدام الغسالة ذات التعبئة الأمامية لأنها توفر مايقارب 1000 لتر من الماء شهريا.
تصليح الأعطال في مرافق المنزل المتعلقة بالماء تجنبا للتسريبات التي تنقص من كميات المياه على المدى البعيد.
التبليغ واصلاح اي تسريبات للمياه فورا.
وفي الختام يؤكد يوم المياه العالمي 2024 على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون والعمل المشترك نحو استدامة المياه. من خلال تعزيز الوعي وتبني ممارسات مستدامة، يمكننا المساهمة في تحقيق هدف التنمية المستدامة السادس وضمان توفير المياه للجميع، بما يدعم السلام والتنمية المستدامة على مستوى العالم.