سناء النقاش
سالت ثائر لماذا كتبت على الغلاف الاول للكتاب ( رواية تسجيلية) ،،اجاب:لان القصة واقعية وثائقية من سجلات السجون العراقية. وليست من الخيال ..هي مجموعة قصص في رواية دارت على السن نسوة ذقن طعم العذاب على ايدي الجلادين…
هذا الجواب جعلني افكر وادقق كم من الروايات تناولت النضال الحقيقي للنساء العراقيات؟؟ فقررت ان اعرض لكم الكتاب الذي اهداني اياه الكاتب قبل ايام
الكتاب من اصدارات شركة العارف في بيروت لعام 2024 ..وهو من القطع المتوسط ويقع في 109 صفحات ..والاهداء (الى الشهيدات اللواتي اعتلين المشانق وهن يحملن كبرياء العراق)
وفي بداية الرواية الاستاذ ثائر ينادي على لسان بطلة الرواية(يا ايتها الاسرار الغائرة في كهوف العتمة افيقي لتحكي لنا عن حقائق الوجود واشارات الانبياء والرسل وبشارات الزهاد والعبد والصديقيين)
بطلة القصة اسمها غريب نوعا ما فيطلق عليها اسم كوريا وهي يتيمة الام عاشت في كنف اجدادها وسعت الى الدين والارشاد سعيا حثيثا وشجعها في ذلك ابوها وزوجها ..كوريا اعتادت الراحة تحت شجرة السدر الوارفة الظلال التي عشقتها كونها شجرة مباركة من اشجار الجنة ..وتحت افياء هذه الشجرة استذكرت معاناتها وتفنن السجان في تعذيبها كونها كانت ترتاد بيت السيدة الطاهرة بنت الهدى في النجف..ومن ثم اعدام زوجها عام 1980وصمودها في عملها الارشادي والدراسة ومن ثم هروبها الى مدينة النجف الاشرف
وفي الرواية تذكر لنا كوريا ام محمد فضائع التعذيب وطرقه واساليبه ومحاكمتها ..وحكمها بالمؤبد وفق المادة 175 ونقلها الى سجن الرشاد
وتقول: ان فترة مكوثي في السجن هي المدرسة الحقيقية التي تعلمت فيها الاحكام والعقائد والامور الدينية والدنيوية والفقه وحفظ القران الكريم وطرق تلاوته،وتعرفها على عوائل واسر عديدة حيث كانت من بين السجينات بنات اسر العلماء..
بقت كوريا في السجن لمدة سبعة عشر عاما وتم اطلاق سرحها عام 2002
سدرة سجن الرشاد ليست رواية عادية،بل قطعة طويلة من الالم وكشف حقيقي لنظام عبث بالارواح قبل الاجساد،،ولم تكن المهمة الاستقصائية لكاتب الرواية سهلة بل بحث بين حطام التاريخ الذي تراكم على مدى عقود طويلة..واسفر جهد شهور طويلة من البحث والتقصي واللقاءات عن رواية تم حبكها باحترافية لتطرز شهادات سجينات سياسيات ومعتقلات بلا مبالغة وبصدق .. وكل كتاب وانتم بخير.