اثارت الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الى العاصمة السورية دمشق اليوم الاثنين ولقائه بالرئيس السوري بشار الاسد الكثير من التساؤلات عن المهمة التي يقوم بها الفياض في دمشق، في وقت تبرأت وزارة الخارجية في الحكومة الاتحادية من الزيارة مؤكدة انها غير معنية بها، يرى محللون سياسيون ان الأعراف الدبلوماسية واضحة وتوجيه الدعوات من مهام وزارة الخارجية في الحكومة.
وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) وفي خبر لها قالت ان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في دمشق، مشيرة الى ان الفياض نقل رسالة للاسد من رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي، تتعلق بمؤتمر دول الجوار المزمع عقده أواخر الشهر الجاري في بغداد، وأهمية التنسيق السوري العراقي حول هذا المؤتمر والمواضيع المطروحة على جدول أعماله.
وسائل اعلام عراقية وعربية افادت من جانبها ان الفياض نقل دعوة من الكاظمي الى الاسد لحضور قمة بغداد التي ستعقد اواخر شهر آب الجاري.
ونقلت قناة الميادين اللبنانية عن مصادر “الفياض سلّم الأسد خلال زيارته دعوة للمشاركة في “قمة دول جوار العراق”.
وزارة الخارجية العراقية من جهتها اصدرت بيانا تبرأت فيه من الزيارة، مؤكدة انها غير معنية بها وان اي دعوة لحضور قمة بغداد سيكون من خلالها.
وقالت الوزارة في بيانها إن “بعض وسائل الإعلام، تداولت أن الحكومة العراقية قدمت دعوة للحكومة السورية، للمشاركة في اجتماع القمة لدول الجوار والمزمع عقده بنهاية الشهر الحالي في بغداد”.
وأضاف أن “الحكومة العراقية تؤكد أنها غير معنية بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسمية ترسل برسالة رسمية وباسم دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي”، مشيرة إلى أنه “لايحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقية”.
هيئة الحشد الشعبي وفي بيان لها ابدت استغرابها مما اسمته بالبيان المتسرع لوزارة الخارجية، مؤكدة ان الفياض نقل رسالة من الكاظمي للاسد بشأن المؤتمر.
وجاء في بيان صادر من مكتب رئيس هيئة الحشد الشعبي ان الفياض نقل “خلال لقائه رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الاسد رسالة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لتوضيح ان عدم توجيه دعوة الحضور للجانب السوري لا يعبر عن تجاهل العراق للحكومة السورية الشقيقة ومكانتها الراسخة انما هو تعبير عن الحرص على انجاح مؤتمر نسعى من خلاله الى توفير تفاهمات تساعد على انتاج حلول لمشاكل المنطقة باشتراك جميع دول جوار العراق وان المشكلة السورية في طليعة هذه المشاكل”، مضيفا “وتم بحث أوجه العلاقة بين البلدين خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود المشتركة بين البلدين”.
وختم البيان “ومما أثار استغرابنا البيان المتسرع للاخوة في وزارة الخارجية الذي انساق وراء تسريبات من جهات اعلامية غير مطلعة وانجر الى مسائل افتراضية لا وجود لها”.
على صعيد مواز كشف مصدر في هيئة الحشد الشعبي عن ان الحكومة الاتحادية لم توجه اي دعوة الى الرئيس السوري بشار الاسد لحضور المؤتمر الاقليمي المزمع عقده في العاصمة الاتحادية بغداد اواخر الشهر الجاري.
وقال مصدر خاص في هيئة الحشد الشعبي لـ PUKmedia، ان زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي الى العاصمة السورية دمشق لم تكن لتوجيه دعوة للرئيس السوري لحضور قمة بغداد، لافتا الى ان الفياض تبادل مع الأسد الآراء بشأن القمة ليس اكثر.
وأكد المصدر ان العراق لم يوجه اي دعوة الى الرئيس السوري او الحكومة السورية لحضور القمة، مشيرا الى ان ما اثير في وسائل الاعلام عار عن الصحة.
محللون سياسيون من جانبهم اكدوا ان دعوة الحكومة السورية من مهام وزارة الخارجية، معربين عن الامل في ان يصدر بيان من مكتب رئيس الوزراء يوضح ما جرى.
المحلل السياسي علي البيدر وفي حديث لـ PUKmedia، شدد على انه “في العرف الدبلوماسي ان هكذا مهام يجب ان تكون عبر مؤسسات الدولة الرسمية وذات البعد الدبلوماسي”، مضيفا “ربما ارادت جهات معينة تخرق تلك الاعراف الدبلوماسية وتدفع باسم الفياض الى الواجهة لتصدر المشهد في البلاد ويكون ذو كعب اعلى من الجميع”.
من جانبه قال المحلل السياسي احمد الربيعي لـ PUKmedia، ان فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي وهي هيئة لها قانون والفياض بدرجة وزير في الدولة العراقية، ولا يمكن ان يذهب الى سوريا ويوجه دعوة لرئيسها دون اخذ موافقة رئيس الوزراء”، مشددا على ان هذا مستبعد.
واضاف الربيعي ان “موقف وزارة الخارجية بحاجة الى توضيح اكثر، وننتظر بيانا من مكتب الفياض يوضح المهمة التي قام بها”، مشددا على ان “القصة ضبابية والمشهد غير واضح ولا يمكن ان نبني عليها آراء دون ان نحيط بالموقفين، خاصة ان الخارجية والحشد تعتبران وازرتين في الحكومة وان تضاربتا فنحن ننتظر بيانا من مكتب رئيس الوزراء يوضح فيه الأمر”.
وردا على سؤال عن حضور الرئيس السوري بشار الاسد للقمة وهل سيسبب اي احراج، يعرب المحلل السياسي علي البيدر عن اعتقاده بأن لا يرغب بالحضور، وغير مرحب به بشكل شخصي، حسب تعبيره، موضحا ان “معظم الاطراف التي تشارك او تنوي المشاركة بالقمة اذا ما علمت بحضور بشار الاسد فربما تعزف عن المشاركة وتلغيه مثل تركيا”، مبينا انه “على سوريا ان تبعث بممثل ينوب عن الرئيس الاسد لحضور القمة ويكون ممثل رسمي ويمتلك صلاحيات مطلقة، سيما ان المشكلات بدأت بالذوبان بين العراق وسوريا”.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.