المسرى
يصادف 14/4 من كل عام ذكرى عمليات الانفال التي تعد من ابشع انواع الجرائم التي اقترفت بحق المدنيين الابرياء من شعب كردستان، من قبل النظام البعثي البائد.
كما وتعد عمليات الانفال سيئة الصيت من اخطر صفحات القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي في العراق.
ونفذت جرائم الأنفال عبر ثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورة مباشرة، منها (الفيلق الأول الذي كان مقره في كركوك، الفيلق الخامس الذي كان مقره في أربيل)، القوة الجوية، القوات الخاصة، الحرس الجمهوري، قوات المغاوير، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والحجوش، أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية، بالاضافة الى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه العمليات، حيث بدأت العمليات في 22 شباط سنة 1988، واستمرت لغاية 6 ايلول من نفس العام.
مراحل الابادة لحملات الأنفال
الأنفال الأولى: منطقة السليمانية، محاصرة منطقة (سركه لو) في 23 شباط لغاية 19 اذار/1988.
الأنفال الثانية: منطقة قرداغ، بازيان ودربنديخان في 22 اذار لغاية 1 نيسان.
الأنفال الثالثة: منطقة كرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم، في 20 نيسان من نفس العام.
الأنفال الرابعة: في حدود سهل (زيي بجوك) أي بمعنى منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان، في 3 اذار الى 8 اذار.
* الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة: محيط شقلاوة وراوندز في 15 اذار ولغاية 26 آب.
* الأنفال الثامنة: المرحلة الأخيرة، منطقة بادينان، آميدي، آكري، زاخو، شيخان، دهوك، في 25 آب ولغاية 6 ايلول من نفس العام.
تسببت جرائم الأنفال في استشهاد (182000) الف كردي، وبدأت بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.
وتدخل الانفال وفقاً للمقاييس الدولية للجرائم في اطار جرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد)، وهذه الحقيقة تمت الاشارة اليها بوضوح في تقرير المنظمات الدولية لمراقبة حقوق الانسان، وتحرك ملف الأنفال في المحكمة الجنائية العراقية العليا، وفي يوم 21/8/2006 القيت أول مرافعة عن الأنفال في بغداد، وقد اصدرت المحكمة قراراها الحاسم حول ملف الأنفال، وتم وفقاً لذلك تعريف جرائم الأنفال بجرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد).
وردت ضمن ملف الأنفال أسماء المئات من المتهمين كمنفذين رئيسيين لهذه الجرائم، لكن تم استجواب ومحاكمة المتهمين (صدام حسين رئيس النظام السابق ، وعلي حسن المجيد أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث البائد ، وسلطان هاشم قائد الجيش المنحل، وصابر عبد العزيز الدوري رئيس مؤسسة الاستخبارات العسكرية المنحل، وحسين رشيد التكريتي نائب المسؤول عن تنفيذ حملات الأنفال، وطاهر توفيق العاني محافظ نينوى، وفرحان مطلق الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية في شمالي العراق سمي انذاك ).
الجرائم التي اقترفها البعث ضد الكورد
1- تهجير وابعاد الكرد الفيليين عن موطنهم الى خارج البلاد، وهذه العملية بدأت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي واستمرت حتى نهاية الثمانينيات.
بدأت الجريمة بسحب الجنسية العراقية عنهم، ولكي يسلبوا من حق العيش في العراق، وقد تم في هذه العملية تهجير الالاف من العوائل الفيلية في منطقة كرمسير كمندلي وقرلوس وقزانية وبدرة وجسان الى ايران، كما تم مسبقا عزل المئات من الشباب الفيليين وواجهوا مصيراً مهجولاً.
2- تغييب البارزانيين، ما يقارب (8000) شخص كردي من عشيرة بارزان، في حملة اعتقالات عشوائية بدأت في صبيحة يوم 30/7/1983، حيث حاصرت القوات الامنية والجيش مجمع (قوشتبة) بالقرب من مدينة أربيل، المعتقلين كانت تتراوح اعمارهم مابين (12-70) عاماً، والسبب الوحيد لاعتقالهم هو انهم كانوا من عشيرة بارزان، وتم نقل المعتقلين الى جنوب العراق بحماية عسكرية، كانوا جميعهم من المدنيين العزل، وبعد هذه الحادثة جاء صدام حسين الى كوردستان ووصف البارزانيين بأنهم مجرمون، واعلن انهم نالوا جزاءهم، وبعد سقوط نظام صدام حسين تم العثور على جزء من رفات هؤلاء الضحايا في الصحاري الجنوبية وتم اعادتها الى كردستان ودفنها في منطقة بارزان.
3 – استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد سكان القرى في العام 1987، في يوم 15/4/1987، قام البعث وعن طريق الطائرات الحربية بقصف منطقة (سركلو وبركلو) في سهل جافايتي بالأسلحة الكيمياوية، وفي اليوم التالي 16/4/1987 قام البعث بقصف قرى (باليسان، شيخ وسانان) في سهل باليسان، وفي هذا القصف استشهد اكثر من (320) شخصاً مدنياً، وهذه الكارثة كانت من أخطر الجرائم، حيث كانت بداية استخدام النظام البعثي للأسلحة الكيمياوية لمواجهة الجماهير والمواطنين الذين يسكنون القرى، وهذه الجريمة أدت الى الحاق أضرار كبيرة ببيئة كوردستان الجملية بالاضافة الى الأضرار البشرية التي سببتها، حيث احترقت البساتين والأراضي الزراعية وانتشرت الأمراض القاتلة كضيق التنفس وشلل الدماغ والعديد من الأمراض الاخرى.
4 – جرائم الأنفال: حملات الأنفال التي تسبب في ابادة (182000) الف انسان كردي، بدأت بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.
5 – قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية في 16/3/1988، حيث قام النظام البعثي بقصف مدينة حلبجة في منطقة شارزور بالأسلحة الكيمياوية عن طريق الطائرات الحربية، ووقع ضحية هذه الجريمة أكثر من 5000 الاف شخص من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في عدة دقائق، واصيب الاف آخرين بجروح، ونفوق الاف من الحيوانات، وآثار الأسلحة الكيمياوية مازالت باقية لحد الآن على أرض وسكان هذه المدينة، كما تسبب هذا القصف بانتشار العديد من انواع الأمراض القاتلة منها، نسبة كبيرة من مرض العقم، الأمراض الجلدية، مرض العوق لدى الأطفال الرضع، ازدياد نسبة مرض السرطان، ضيق التنفس، ضيق الرئتين، الأمراض النفسية والعصبية.
6 – تغيير أماكن السكن بالأراضي المحرمة، وفقاً لقرار النظم البعثي تم تغيير العديد من القرى الآهلة بالسكان في كوردستان الى اماكن محرمة، وفي بداية العام 1975 تم تغيير المنطقة الحدودية بين العراق وايران على طول 30 كم الى منطقة محرمة، وهذا كان جزءً من تهجير سكان القرى الى المدن الجنوبية في العراق والمجمعات القسرية. وهذه العملية استمرت، وفي وفي العام 1987-1988، تم توسيع نطاق هذه العملية وتم اتخاذ القرار بتغيير جميع المناطق التي نفذت فيها حملات الأنفال الى مناطق محرمة، لكي يتم اعتبار أي شخص يتواجد في هذه المناطق بالمجرم والخارج على القانون ويقتل، وفقاً لهذا القرار تم تدمير أكثر من (4500) قرية في كردستان، فقط في سنوات 1987-1988.
7 – تدمير واحراق الالاف من مناطق العبادة من المساجد والحجرات والكنائس، وتنفيذ هذه الحملة تزامن مع تدمير وأخلاء القرى، وتم خلالها احراق الالاف من النتاجات الدينية والأدبية المكتوبة والكتب المقدسة.
8 – التغيير الديموغرافي للمناطق الكردستانية في اطار عملية تعريب تلك المناطق، وهذا عن طريق اخراج وتهجير وابعاد المواطنين الأصلاء من هذه المناطق واسكان أناس آخرين في مكانهم، وهذه الحملة بدأت باصدار العديد من قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل، وخاصة في محافظة كركوك، والمناطق الكردستانية الاخرى في حدود محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وهذه العملية تبعتها عملية اخرى لتغيير الهوية القومية.
9 – الاعتقال والاعدام والقتل الجماعي لجميع الأشخاص والمجموعات التي كانت لها وجهات نظر مختلفة عن معتقدات حزب البعث، وخلال هذه العملية الاجرامية جرى قتل الالاف من الأشخاص في سجون أبو غريب وقصر النهاية وسجن الموصل والسجون الاخرى، بعض منهم وفقاً لقرارات قضائية والبعض الآخر وفقاً لقرار ما يسمى بمحكمة الثورة.
الاحكام الصادرة ضد المتهمين في قضية الانفال
اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا الخاصة بجرائم الانفال، بتاريخ 24/6/2007، احكاما بالاعدام والسجن المؤبد على خمسة متهمين في قضية الانفال.
1 – الاعدام شنقا على المتهم علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيمياوي إثر ادانته بارتكاب ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية في جرائم الانفال.
2 – حكم الاعدام شنقا على المتهم سلطان هاشم أحمد الطائي وزير الدفاع.
3 – حكم الاعدام شنقا على المتهم حسين رشيد التكريتي معاون رئيس الاركان.
4 – حكم السجن مدى الحياة على المتهم صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية.
5 – حكم السجن مدى الحياة على المتهم فرحان مطلق الجبوري بتهمة المشاركة في التهيئة لجريمة الابادة الجماعية.
6 – اسقط القاضي التهم عن طاهر توفيق العاني المحافظ الاسبق لنينوى لانعدام الأدلة.