تأخذ مجريات أفغانستان الراهنة موقعاً خاصاً، لدى مختلف المتابعين السياسيين والعسكريين في منطقة شرق الفرات، وذلك لتشابه العوامل السياسية والعسكرية في كِلا المنطقتين، لا سيما من حيث الوجود العسكري الأميركي وحمايته العسكرية والسياسية لكِلا المنطقتين، ونظرا لطبيعة التنظيمات السياسية والعسكرية المناهضة هناك.
ومنذ أن أعلنت الإدارة الأميركية عن قرارها النهائية بالانسحاب من أفغانستان، منذ أوائل شهر أبريل الماضي، أثيرت الأسئلة حول مستقبل الوجود الأميركي في باقي مناطق العالم، وبالذات في المناطق التي تشهد حروباً ومواجهات عسكرية، وبعضها يأخذ مناخ الحروب الأهلية، كما كان الوضع في أفغانستان، وهو وضع شبيه إلى حد ما بحالتي العراق وشمال شرقي سوريا.
الإشارات الأولية التي أرسلتها القياديات العسكرية والسياسية ضمن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرق سوريا، حذرت من حدوث أمر مثل ذلك، حيث قد يؤدي الانسحاب الأميركي إلى عودة سريعة لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة بسرعة هائلة، كما أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، التي قالت إن مخاوف القوى السياسية والعسكرية في تلك المنطقة تزداد، خلال الفترة الأخيرة.