عادت قضية استعادة الاثار العراقية المسروقة والمنهوبة ذات القيمة الاثرية والتاريخية العالية إلى الواجهة وذلك تتويجا لعقود من التعاون بين دول العالم والامم المتحدة من جهة والعراق من جهة اخرى، وبالأخص الدول الموقعة على اتفاقية اليونسكو لعام 1970، والتي تزود البلدان بالإطار القانوني والعملي لمنع الاتجار غير المشروع بالآثار لضمان التأكد من إرجاع العناصر المنهوبة إلى مكانها الصحيح.
وفي سابقة وصفت بالانتصار الكبيرفي مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، احتفلت اليونسكو مؤخرا بإعادة الولايات المتحدة الأمريكية رسميا،أحد أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ إلى العراق،وهو “لوح حلم كلكامش” الذي نهب عام 1991 من احد متاحف العراق، وتم ادخاله عن طريق الاحتيال، إلى امريكيا عام 2007، ،بالاضافة الى إعادة نحو 17 الف قطعة أثرية اخرى بصورة طوعية تم اكتشاف نُهبا في العقود الأخيرة.
وزارة الثقافة والسياحة والآثارالعراقية وفي تصريحات ومناسبات متعددة، اشارت بأن عدد القطع الأثرية المسروقة من العراق بين الأعوام 1991 و2003 بلغ نحو 15 ألف قطعة اثرية مسجلة وتحمل جميعها ارقاما متحفية، وإن بغداد ومن خلال القنوات والهيئات المتخصصة والدبلوماسية والإنتربول تعمل على إعادة القطع الأثرية المفقودة التي تمثل تاريخ وحضارة العراق، وما إعادة “حلم كلكامش” الذي يعود عمره إلى 3500 عام خير دليل على ذلك.
ومن جهتها اشارت اليونيسكو بعد اعادة لوح كلكامش الى العراق ان اعادة هذه الاثاروالتي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني، تسمح للشعب العراقي بإعادة الاتصال بصفحة من تاريخه، كما انه انتصار كبير ضد كل من يشوهون التراث و يتاجرون به لتمويل العنف والإرهاب.
اما الولايات المتحدة الاميركية التي وصل اليها لوح كلكامش وعدد من القطع الاثرية العراقية الاخرى بطريقة غير قانونية، فقد اشارت انها تقدر، بصورة بالغة التراث الثقافي للعراق، وانها تعمل مع ما يقرب من 20 عاما مع نظرائها العراقيين والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية الغير ربحية على حماية التراث الثقافي الغني للعراق والحفاظ عليه وتكريمه.
وما زالت الاثار العراقية مهدورة بين الناهبين والمهرّبين منذ قرابة عقدين من الزمن ، وما انكشاف هذه الاثار،وماهي الا الجزء القليل المكتشف مما هو مسروق من ارث العراق الثقافي والتأريخي،وان عملية استردادها لايعني ان الامر سهل وبسيط،،وانما صعب وبالغ التعقيد،كونها سرقت وبيعت، وبعضها قد أخذ مواقع في متاحف، وبعضها الآخر ما زال يدور في كواليس السوق السوداء. وبحسب المختصيين فان المطلوب اليوم من العراق تكثيف جهوده مع الجهات المسؤولة في البلدان الغربية كي يتمكن من جمع أكبر عدد ممكن من آثاره المسروقة واعادتها الى موطنها الام.