توفي الجنرال ريموند أوديرنو الذي قاد قوات التحالف في نهاية حرب العراق، عن عمر يناهز 67 عاما، وبحسب مصادر مقربة من عائلته فإن سبب الوفاة كان مرض السرطان.
ويعتبر الجنرال أوديرنو عسكري أميركي مهندس عملية إلقاء القبض على رئيس النظام السابق صدام حسين في كانون الأول 2003، ومن أشد مناصري زيادة القوات الأميركية في العراق، وهو أول من عرض هذا الاقتراح على البنتاغون أواخر 2006.
الجنرال رايموند أوديرنو
ولد الجنرال رايموند أوديرنو في 8 من أيلول عام 1954 في مدينة روكاواي بولاية نيوجرسي في الولايات المتحدة،التحق بالأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، وحصل في العام 1976 على شهادة جامعية في العلوم، ثم التحق بجامعة نورث كارولينا وحصل على دبلوم في علوم الهندسة النووية.
تدرج أوديرنو في المناصب العسكرية من ضابط في كتيبة المدفعية في المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، إلى مساعد قائد قوة تدخل في ألبانيا خلال تدخل القوات الأطلسية في يوغسلافيا السابقة عام 1999، ومن قائد الفرقة الرابعة لمشاة البحرية (2001-2004) إلى قائد القوات الأميركية في العراق ( 2006 – 2008).
واصل مساره المهني بنجاح حيث عُيِّن مستشارا لرئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال بيتر بيس ولوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، قبل أن يتولى قيادة قوات التحالف في العراق في سبتمبر/أيلول 2008 – 2010، وبين 2011-2015 شغل منصب رئيس أركان الجيش الأمريكي، وترك الخدمة العسكرية عام 2015.
مهامه وأسلوبه في العمل
وكان الجنرال اوديرنو ما بين الاعوام 2003 – 2006 يعتبر الرجل الثاني في قيادة القوات الامريكية في العراق، وخلال الفترة الاولى التي أمضاها في العراق تعرض لانتقادات من قبل بعض المحللين والضباط العسكريين بسبب أساليبه الصارمة في المنطقة المسؤول عنها التي شملت تكريت مسقط رأس صدام حسين، في حين برر أوديرنو اسلوبه ذاك بان المنطقة كانت معقلا للمسلحين،الامر الذي تطلب اجراءات عنيفة وحازمة.
أما فترته الثانية في العراق فقد أظهر توجها موزونا بدرجة أكبر،اذ شدد على أهمية المصالحة بين الفصائل العراقية وأهمية توفير الحكومة العراقية الخدمات الرئيسية للسكان لتقليل تجاوبهم مع جماعات المسلحين، كما ذكرالمقربون منه. وبعد تسنمه مهام قائد القوات الامريكية للتخطيط و العمليات ،يرجع له الفضل في التخطيط و المساهمة بتراجع أعمال العنف بشكل كبير في العراق.
وصف وزير الدفاع الامريكي روبرت كيتس الجنرال أوديرنو بأنه “أحد أكثر قادة الجيش فعالية في جيله” وذلك في حفل أقيم في بغداد ،بمناسبة نهاية ولايته كقائد لفيلق القوات متعددة الجنسيات في العراق.
سبب وفاته
وفي الثامن من تشرين الأول 2021،صرح متحدث باسم عائلة الجنرال المتقاعد رايموند أوديرنو لوسائل الاعلام إنني أستطيع أن أؤكد ببالغ الأسف وفاة الجنرال رايموند أوديرنو بسبب مرض السرطان، عن عمر 67 عامًا.
ومن جهته نعى الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما رئيس أركان الجيش في عهده، الجنرال راي أوديرنو، الذي يعتبر مهندس خطة انسحاب القوات الأمريكية من العراق،ونشر عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك” صورة تجمعه بأوديرنو من أحد اجتماعاتهما في البيت الأبيض، وكتب معها: “لقد شعرت بحزن عميق اليوم عندما علمت بوفاة الجنرال راي أوديرنو بعد معركة مع مرض السرطان”.
أما الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن فقد اشاد بالجنرال اوديرنو، ووصفه بالبطل الكبير وصاحب الشرف والنزاهة، إضافة الى انه كان عملاقًا في الدوائر العسكرية،مكرساً حياته أولاً ودائمًا لأفراد الخدمة الذين قادهم وخدمهم جنبًا إلى جنب.
وفي الحفل الذي إقيم بمناسبة تقاعده من الجيش عام 2015، وصفه وزير الدفاع آنذاك آشتون كارتر بأنه قائد منحت مثابرته ودرايته العملياتية القادة المدنيين ثقة كبيرة، وساعدت شجاعته وحنانه في تحمل عبء الخسارة والتضحية.