المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
مـرّ أكثر من أربعة أشهر على شغور منصب رئيس البرلمان، بعد إقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بقرار اتحادي، ومنذ ذلك اليوم الصراعات والخلافات تحوم حول من يتقلد هذا المنصب، خصوصا بعد ترشح النائب شعلان الكريم للمنصب وحصوله على أعلى الأصوات في الجلسة الأولى لاختيار الرئيس أمام منافسه ” سالم العيساوي ” .
المجال بات مفتوحا أمام العيساوي لاختياره رئيسا للبرلمان
عضو مجلس النواب محمد الشمري أوضح للمسرى ” لا تزال جلسة اختيار رئيس البرلمان مفتوحة التي ترشح فيها شعلان الكريم وسالم العيساوي، وبعد سلسلة من الملاحظات والخلافات على تلك الجلسة وما رافقها من تعقيدات انسحب ” شعلان الكريم من الترشيح، وأصبح المجال مفتوحا امام ” سالم العيساوي” لاختياره كرئيس لمجلس النواب “، مؤكدا أن ” ترأس سالم العيساوي لرئاسة البرلمان سيكون واقع حال “.

الكرة في ملعب الآخرين للاتفاق على من يدير المؤسسة التشريعة
ومن جانبه أشار المحلل السياسي الدكتور محمد صلاح للمسرى إلى ان ” منصب رئيس البرلمان هو استحقاق المكون السُني، وعليه ستكون لهم الكلمة الفصل في اختيار شخصية لتولي منصب رئيس البرلمان، وبدون شك الأشهر السابقة من خلو المنصب كان لدى الأطراف والكتل السياسية الكثير من المناوشات والاتفاقات ما بين تلك الكتل ليس فقط الكتل السنية منها، وإنما كل المشاركين في العملية السياسية في تحديد من هو الشخصية السياسية الأنسب لشغر هذا المنصب “، مبينا أن ” الخلافات السابقة التي حصلت على شخص ” شعلان الكريم ” وقرارات المحكمة الاتحادية وابتعاده عن مسألة الترشح، ستفتح الطريق لمنافسه البديل ” سالم العيساوي” لتولي المنصب، ولكن يبقى على الكتل والأطراف السياسية الأخرى الاتفاق على شخص مناسب يدير المؤسسة التشريعة للفترة القادمة “.

انسحاب الكريم أحدث انفراجة في أزمة رئاسة البرلمان
وبدوره قال المحلل السياسي الآخر محمد الخالدي للمسرى إنه ” من المعلوم أن فترة اختيار رئيس البرلمان من المكون السُني قد طالت، واليوم بعد انسحاب المرشح ” شعلان الكريم” من التنافس بعد الخلافات عليه، أحدث انفراجة في الأزمة المستعصية منذ أشهر، لا سيما وأن هناك مرشح آخر ( متنافس) وهو سالم العيساوي، بعد تلك التطورات أصبح الأخير المرشح الاوفر حظا لتولي منصب رئاسة البرلمان “.

على حزب التقدم عدم فرض القناعة بأحقيته بالمنصب
وفي السياق ذاته بين المحلل السياسي صلاح بوشي للمسرى أن ” المسألة اليوم تحتاج إلى قناعة حزب تقدم بالتطورات التي حصلت على الساحة، والأ يفرض قناعته بأن يكون هذا المنصب حصر له دون الأطراف الاخرى من المكون السُني، وانسحاب ” شعلان الكريم” من التنافس أبعد الفرصة عن حزب تقدم لتولي المنصب “، منوها إلى أن ” الفرصة اليوم سانحة أمام القوى السياسية الاخرى للتفاهم والتعاطي والذهاب إلى مرشح يكون فيه توافقات سياسية كبيرة داخل العملية السياسية، وبالتالي اليوم لا بد وان تذهب الكتل السياسية بإتجاه انتخاب من بقى في التنافس، بمعنى أن البوصلة تتجه نحو اختيار ” سالم العيساوي” لرئاسة مجلس النواب باعتباره يمتلك الرضا والقبول من قبل جميع القوى السياسية “.

وبعد انسحاب النائب شعلان الكريم، ترشيحه لرئاسة البرلمان، وكذلك انسحابه من تحالف “تقدم” يرى المختصون أن المنافسة المحتملة ستتوجه نحو جيل من الشباب الطامح يمثله سالم العيساوي لشغل منصب رئيس مجلس النواب، بدعم وإسناد من الكتل والأطراف الأخرى في البرلمان وعلى رأسهم الإطار التنسيقي .

