المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
بعد سنوات من الشحة المائية الخانقة وقلة الإيرادات وانحسار الخزين المائي بشكل كبير، إضافة إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال الأربعة المواسم السابقة، أكدت وزارة الموارد المائية أنها استطاعت الاستفادة من الأمطار الأخيرة والسيول التي وردت، في تعزيز الخزين المائي ، مشيرة إلى أن الخزين المائي في السدود في أفضل حالاته، وأن كميات المياه الداخلة للسدود أكثر من الخارجة للاستهلاك الزراعي.
مواسم متتالية
مدير عام المياه الجوفية الدكتور ميثم علي أشار للمسرى إلى أنه ” معلوم للجميع أن العراق مرَّ بمواسم مائية شحيحة متتالية، أكثر من أربعة مواسم مضت من 2019 – 2022 جعلته يمر بأزمة مائية خانقة وخطيرة”، مبينا ان ” الخزين المائي للعراق نزل إلى أدنى مستوياتها عبر التاريخ، وبالتالي حجم إيراداتها المائية كان ضعيفا جدا، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار، كلها كانت عوامل قاسية جدا على البلد خلال المواسم الماضية “.
خطط استراتيجية
وأضاف انه ” بخلاف المواسم السابقة، كان الموسم المطري لهذه السنة وفيرا ، والإيرادات المائية كانت جيدة أيضا، وعليه تمكن العراق من الاستفادة منها وبشكل كبير ليعزز من خلاله الخزين المائي ويحقق الاكتفاء الذاتي لمحاصيله الزراعية الشتوية من حيث الريات الموجودة، وكذلك إنعاش الاهوار “، مؤكدا أن ” العراق لديه الخطط الواضحة والاستراتيجية المدروسة للاستفادة من هذا الخزين المائي لتعزير كل المتطلبات للموسم الصيفي القادم وللمواسم اللاحقة ايضا “.

رفع الخزين
ومن جانبه أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية الدكتور خالد شمال أن ” وزارته وبالتنسيق مع وزارة الموارد المائية في إقليم كردستان، تعملان على تعزيز الخزين المائي الاستراتيجي للبلاد، ورفع ذلك الخزين بكل السدود العراقية سواء أ كانت على حوض الفرات أم دجلة ( الموصل – دوكان – دربنديخان – ديالى – العظيم – حديثة ) وغيرها لاستثمارها والاستفادة منها لمتطلبات موسم الصيف القادم “، لافتا إلى أن ” الموسم السابق كان موسما صعبا جدا، من حيث كمية الإيرادات وانخفاض الخزين”، معربا عن امله بزيادة النسب الخزنية من خلال استمرار الإيرادات والإدارة الرشيدة والحد من التجاوزات والمشاريع الإروائية الحديثة .

أسوء موسم
وبدوره نوه مدير عام الخزانات والسدود علي راضي للمسرى إلى أن ” البلد تجاوز أسوء موسم مائي مر على العراق وهو العام الماضي، حيث الخزين الاستراتيجي لم يتجاوز 7 مليارات متر مكعب”، مؤكدا ان ” الموسم الحالي جيد جدا حيث هطول الأمطار كان وفيرا والخزين وصل حاليا إلى اكثر من 17 مليار متر مكعب “.
المياه الجوفية
وبخصوص المياه الجوفية، قال راضي إن ” الوزارة وضعت الخطط لهذا الخزين الاستراتيجي المهم وكيفية الحفاظ عليه للأجيال القادمة، لافتا إلى انه ” رغم استخدامه العام الماضي لأغراض ري المساحات المزروعة بالحنطة تحقيقا للأمن الغذائي، إلا انه لم نصل لمرحلة الاستخدام الخطر، أي التزمنا بما هو مسموح به علميا “.

خطط مستقبلية
ورغم هطول كميات كبيرة من الامطار خلال الفترة السابقة، والتي ساهمت في ارتفاع منسوب مياه نهري دجلة والفرات، الا ان الخزين المائي المتوفر في البلاد بحسب وزارة الموارد المائية، لم يتجاوز 22 %، ولكن الوزارة تعمل وفق خطة سليمة في توزيع المياه، تجنباً للجفاف حال حصوله بالسنوات المقبلة.

