المسرى :
تقرير :فؤاد عبد الله
آمال كثيرة تعقد على النواب الجدد والمستقلين والناشطين الفائزين بمقاعد مجلس النواب في دورته الخامسة، ويرى الكثيرون ان البرلمان القادم سيكون نشطا من حيث إقرار التشريعات، ومتابعة تنفيذها، فضلاً عن مراقبة الأداء الإداري لمؤسسات الدولة، وملاحقة الفساد المالي والإداري، كون أغلب هؤلاء النواب قد أعلنوا ضرورة التوجه نحو المعارضة البنّاءة، وعدم الانخراط في المعادلة الطائفية، وتوزيع المناصب بعد تشكيل الحكومة.
في المقابل هناك جهات تتخوف من إستمالة أوإغراء أو ترهيب الأحزاب الكبيرة والمتنفذة، لهؤلاء المستقلين والحد من نشاطهم، ما يعني بقاء العملية السياسية على حالها او قتلها مبكراً.
الانضمام ليس خيانة
الدكتور غازي فيصل مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية يرى في حديث خاص لـ( المسرى) “إن الأعضاء الجدد المستقلين في البرلمان حتى وإن إنضموا الى الكتل والتحالفات الكبير فهي ليست خيانة لأصوات ناخبيهم، خصوصا إن كان الطرفان لهما نفس المنهاج والفكروالهدف في العمل البرلماني وخدمة المواطن سياسياً وأقتصاديا وأجتماعيا”.
وأضاف أن الاحزاب والكتل الفائزة إن كان لها مناهج جدية في خدمة العراق من مختلف مناحي الحياة، فهي مسؤولية وطنية، ولا مشكلة في إنضمام المستقلين اليهم، لان منهاجهما متتطابق وبالنتيجة هوأمرٌ طبيعي.
فيصل يعتقد كذلك” انه لايوجد شيء إسمه مستقل او غير ملتزم بالعمل السياسي، لأنه لابد وأن يعبر عن فكر أو فلسفة سياسية معينة تعبر عن هويته” مستدركا ” المهم بالأمر النتائج المترتبة على هذا الألتحاق بالمستقبل”.
الأمر منوط بالنواب المستقلين أنفسهم
أما رئيس مركز الدراسات الأستراتيجية العربية الأوربية في باريس الدكتور عامر الربيعي من باريس فيعتقد ” أن مايجري خلف الكواليس لاحتواء المستقلين ضمن القوائم الكبيرة في البرلمان، هو أمر يعتمد على النواب المستقلين أنفسهم، بمعنى الى أي مدى يمكن لهؤلاء المستقلين أن يحدثوا تغييراً في العملية السياسية إيفاءً لوعودهم التي قطعوها لناخبيهم”.
لا مناص من الانضمام للكتل الكبيرة
متسائلاً الربيعي خلال حديثه لـ( المسرى) ” الى أي مدى يمكن للنواب المستقلين تجاوز هذا الكم الهائل من إرغام الكتل السياسية الكبيرة لاحتوائهم وعدم الإصغاء لهم؟ وأيضا الى مدى هؤلاء مستقلين في برامجهم وفكرهم السياسي ؟ ومن الممكن أن يكون بعضهم سابقاَ أعضاء و كوادر في تلك الاحزاب الكبيرة، واليوم انشقّوا عنها، وأعلنوا انفسهم مستقلين”.
هذا ويرى الربيعي ” أن النائب المستقل إذا لم يستطع أن يحدث أي تغيير المشهد السياسي العراقي القادم، فعليه ان الاتحاد مع القوى والائتلافات الكبرى، ليفِ بوعوده التي قطعها لناخبيه خدمة للعراق والعراقيين”.
وكالة فرانس بريس أشارت في تقرير سابق لها أن تشكيل أي حزب أو تكتل سياسي يحددها في الغالب طائفة دينية أو مجموعة عرقية، ولا يزال يحوم فوق العديد من المرشحين الذين يزعمون أنهم “غير منحازين او مستقلين تساؤلات كثية حول مدى تأثيرات الأصلاح في البلاد.