أكد الكاتب والأكاديمي الاستاذ الدكتور بهروز الجاف، أهمية مشروع طريق التنمية الاقتصادي لاقليم كردستان والعراق، مشددا على أن الكثير من التناقضات داخل المجتمع العراقي ستتلاشى بتنفيذ المشروع.
وقال الدكتور الجاف خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن مشروع طريق التنمية مشروع اقتصادي اقليمي وحتى عابر للاقليم حيث يربط أوروبا بآسيا وخصوصا بمنطقة الخليج، مبينا ان الطريق بري إستراتيجي معبد من ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، إضافة إلى سكة حديد لنقل الركاب والبضائع من محافظة البصرة إلى الحدود التركية وبعدها الى أوروبا، ومن الجنوب يربط قطر والامارات بالمشروع فهما المنطلق لهذا الطريق.
وأشار الجاف إلى أن طريق التنمية أحد ثلاثة طرق مقترحة، فهناك طريق صيني أوروبي ويمر عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، وطريق هندي أوروبي يربط الهند بإيطاليا عبر دبي وميناء العقبة الاردني، لافتا إلى أن العراق محروم من الطريقين الصيني والهندي، ولذلك يعتبر طريق التنمية انفتاح كبير على العالم الخارجي، بما يساهم في رفاهية المواطن العراقي.
ولفت الدكتور الجاف إلى أن الطريقين الصيني والهندي ربما يؤثران على طريق التنمية، مشيرا إلى أن تركيا تشترك في الطريق الصيني، والامارات تشترك في الطريق الهندي، مضيفا أن تأثير الطريقين يقف على مدى إسهام الدولتين (تركيا والامارات)، ونوع وأهمية البضائع المنقولة عبر طريق التنمية، معربا عن إعتقاده أن طريق التنمية والتجارة عبره تستهوي صناع القرار في الامارات العربية، كما أن الطريق يعتبر إستراتيجيا بالنسبة لتركيا.
أ.د. بهروز الجاف: طريق التنمية انفتاح كبير للعراق على العالم الخارجي
وعن طبيعة الاستثمارات التي ستنفذ في العراق ضمن طريق التنمية، شدد الدكتور الجاف على أن العراق يمتلك ثروات طبيعية كثيرة لمختلف الصناعات، مشيرا إلى أن المستثمر الأوروبي سيعمل على تسويق بضاعته في أوروبا بموجب القياسات الاوروبية لكن ربما تنقص المواد الاولية والطاقة البشرية، ولذلك سيتجه إلى العراق على أمل نقل البضائع بسهولة وبأقل تكلفة، مشددا على أن العراق واقليم كردستان فيهما مساحة للاستثمار لتوفير المنتجات التي يحتاجها السوق العالمي.
أ.د. بهروز الجاف: طريق التنمية سيؤدي لتلاشي الكثير من الخلافات في المنطقة
وفيما يتعلق بتأثير الخلافات في المنطقة على طريق التنمية، قال الدكتور الجاف، إن الطريق الهندي إقتراح أمريكي، والولايات المتحدة رغم بعدها الجغرافي فهي طرف أساسي في هذا المشروع، مشيرا إلى أن هناك صراعات سياسية لكن المشتركات بين الدول أكبر، وهذه الطرق الاقتصادية ربما تشجع على التكامل الاقتصادي، معربا عن اعتقاده بأن هذه الطرق ستؤدي إلى تلاشي الكثير من الخلافات السياسية.
وأشار الدكتور الجاف أن طريق التنمية سيمر بثلاث مراحل لحين إكتماله، حيث تنتهي الأولى في 2028، والثانية في 2038، والثالثة في 2050، معربا عن إعتقاده بأنه في حال إستمر المشروع بما مرسوم له من مدة زمنية محددة، سيكون مشروعا كبيرا وربما تشارك فيه دول أخرى من آسيا مثل الصين والهند.
ولفت الدكتور الجاف إلى أن المخطط الاساسي للمشروع يتضمن طريقا فرعيا من إيران يمر عبر محافظة السليمانية ليلتحق بطريق التنمية وهو ما يعني ان محافظة السليمانية ستستفيد من الاستثمار وهو ما يعني الفائدة للاقليم، مبينا أن حكومة الاقليم طلبت احد الخيارين، وهما أن يمر الطريق من الموصل باتجاه دهوك ومن هناك إلى معبر ابراهيم خليل، أما المقترح الآخر ان يتجه الطريق من بغداد نحو كركوك ومنها الى اربيل وسهل نينوى ثم نحو دهوك، لافتا إلى أن ذلك يعني سيكون الطريق أطول والاراضي الوعرة ربما تؤدي إلى زيادة تكلفة المشروع، وهو ما يعني أن الفائدة لن تكون كبيرة لأن طول الطريق الذي يمر عبر دهوك قصير.
وختم الدكتور الجاف بأن المشكلات الطائفية والاجتماعية في العراق ستتلاشى بتنفيذ طريق التنمية لأن ذلك سيؤدي إلى تهميش هذا التفكير الموجود حاليا، لافتا إلى أن عدم الاستقرار في البلد سببه وجود فراغ اقتصادي، مؤكدا أن تنفيذ طريق التنمية سيحقق المزيد من الايرادات للدولة غير الواردات النفطية، وستتوفر فرص العمل للمواطنين وستزيد الروابط بين اطياف المجتمع العراقي وسيتم تهميش التناقضات التي أوجدتها الحروب والصراعات الفكرية داخل المجتمع العراقي.