اكد رئيس أساقفة كركوك والسليمانية المطران يوسف توما، ان السلام هو هويتنا وهو أكثر أمر تتمناه البشرية كلها، مشيرا في الوقت نفسه ان العالم اليوم مهدد بالتصحر وبمشاكل البيئة ومشاكل الإنسانية.
وقال يوسف توما خلال مشاركته في برنامج (منظور آخر) الذي يبث على قناة (المسرى): السلام هو هويتنا وهو أكثر أمر تتمناه البشرية كلها وهو النشيد الذي انشدته الملائكة منذ ولادة المسيح، مضيفا ان العراقيين انكووا بنار الحروب لعقود طويلة دون الحصول على اي شيئ، مشيرا الى ان كل الحروب تنتهي بدون حل لاي مشكلة، مبينا ان حكمة الشعوب الذكية والحكيمة هي أن تسعى للسلام حتى يعم الاستقرار”.
وحول امتداد وجود المسيحيين في العراق في الحقب التاريخية القديمة، اوضح توما، ان “منطقة بلاد ما بين النهرين مذكورة في سفر اعمال الرسل من سنة 34 ميلادية بعد صلب المسيح واما وجود كنيسة كوخي في العراق، في منطقة المصلخ فانه يعتقد انها تعود الى سنة 79 ميلادية كاقدم مبنى كنيسة في العالم وان معالمها موجودة واكتشفها الالمان وعملوا عليها الايطاليين ومن الممكن ان تكون معلما سياحيا هائلا”.
واشار توما، الى ان “المسيحيين جزء من العالم وليسوا جزءا من المنطقة، كما ان العالم اليوم مهدد بالتصحر وبمشاكل البيئة ومهدد بمشاكل الإنسانية”.
وبشان هجرة المسيحيين، اكد يوسف توما، ان “الهجرة لا تشمل المسيحيين فقط، حيث ان أكثر من 4 ملايين عراقي هاجروا في ظل النظام السابق وان اسبابها ليس الاضطهاد الديني، بل بسبب عدم الاستقرار السياسي او اسباب اقتصادية وغيرها، مبينا ان المسيحيين قادرين على خدمة العراق أسوة بباقي المكونات”.
واضاف يوسف توما، ان “الدولة متاخرة عن الافراد وان الشعوب التي يقودها القطاع الخاص أقوى من التي تتدخل فيها الدولة الحشرية التي تدخل حتى في المبايعات الحكومية كما حدث في العراق في الماضي”.
وشدد على ان “الكثير من النفوس الضعيفة لا تفهم بأن تعطيل التقدم هو أكبر جريمة، مشيرا الى ان الارهاب دمر العراق، لكن الفساد ايضا دمر الشعب العراقي”.
وبشان التعايش السلمي في كركوك، قال رئيس أساقفة كركوك والسليمانية المطران يوسف توما: انه “يجب ان نستثمر في الفاعلية الايجابية والفكر الايجاني وان القناة السيئة هي قناة الخطاب السلبي العدواني وقناة الكراهية، اما القناة الجيدة فهي قناة الخطاب الايجابي والتي تشجع على المحبة والاخاء وان البلد بحاجة الى امور عملية والاهتمام باضعف الناس مثلا الاطفال الذين يعانون التوحد (الثلاسيميا)، مضيفا ان شعب الثلاسيميا هو 23 ألف مريض في العراق و1300 في كركوك، وقد لا تصلهم اي مساعدة او اهتمام”.