المسرى ..
تقرير : علي الحياني
يستمر الحديث عن صراع مابعد نتائج الانتخابات لتشكيل الحكومة الجديدة، والتي يعول عليها في حلِ الكثير من الملفات المهمة، لعل أبرزها موقف العراق في الصراع الدولي وتحديداً بين الولايات المتحدة الأميريكية وإيران.
وفي النتائج التي أعلنت عنها المفوضية العليا، جاءت الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى، وهو الأمر الذي يعطيها حق تشكيل الحكومة، بحسب قانون الانتخابات لسنة 2020.
فيتو أميركي
لكن مصادر سياسية كشفت عن وجود فيتو أميركي يعارض تولي شخصية صدرية منصب رئاسة الوزراء، بسبب مواقف الصدر السابقة من الولايات المتحدة.
وتقول المصادر في حديثها لـ (المسرى) إن “الصدر وصلته رسالة من واشنطن عن طريق أحد الوسطاء، مفادها بأن الولايات المتحدة ترفض تولي شخصية صدرية رئاسة الوزراء، كون الصدر له مواقف غير ثابتة في التعامل مع الملفات السياسية”.
يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الخضر بأنه، لايعتقد بوجود “فيتو” أميركي على الصدر لترشيح شخصية معينة لرئاسة الحكومة.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “تصريحات السفير الأميركي في بغداد أكدت على دعم الولايات المتحدة بتشكيل حكومة عراقية جديدة وفقاً لمخرجات الانتخابات الأخيرة”.
وأضاف أن “واشنطن بهذا الظرف بالذات هي تدعم حكومة عراقية يكون للصدر الدور الرئيسي فيها، خاصة وأنه لديه رؤية في التعامل مع الولايات المتحدة والغرب، على عكس القوى الشيعية الأخرى المقربة من طهران والتي تقبل بأن يكون العراق ورقة ضغط بيد طهران”
رسالةٌ إيرانية
وكشفت وسائل إعلام عربية عن وصول رسالة إيرانية لكلٍ من رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني تحذرهم من الذهاب مع طرفٍ شيعي على حساب الطرف الآخر.
من جهة أخرى علقت صحيفة القدس العربي على نجاح “الكتلة الصدرية” في احتلال المرتبة الأولى، فهو من جهة يؤكد شعبية خيارات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إقامة توازن واضح بين الإبقاء على الصداقة مع إيران والحفاظ على استقلالية الدولة العراقية، وفي الوقت ذاته عدم القطيعة مع الولايات المتحدة.
وبين الصراع الأميركي الإيراني يرى مراقبون أن، عملية تشكيل الحكومة الجديدة ستتأخر، وسيصار إلى شخصية توافقية مقبولة من الجانبين لتولي رئاسة الوزراء.