المسرى ..
اعداد : وفاء غانم
تراجعت مستويات التعليم والتدريس في العالم بشكل عام وفي العراق على وجه الخصوص بسبب ما فرضته جائحة كورونا من قيود عطلت المدارس ومؤسسات التعليم وبحسب تحذيرات اممية فإن العالم يواجه “كارثة تمتد لأجيال” بسبب إغلاق المدارس وسط تفشي الجائحة .
الواقع التعليمي
ادى إغلاق المدارس في العراق الى سلبيات كثيرة وخاصة في الواقع التعليمي والذي في الاصل يشهد انعدام الكفاءة في النظام التعليمي , ما أجبرالطلبة على تركها ؛ وهو أمر أنعش في المقابل معاهد التعليم الخاصة وأثقل كاهل الأهالي ماديا.
ولا يتوقف الأمر على ذلك فقط، لأن قطاع التعليم في البلاد يعاني اصلا من فوضى كبيرة، من الفساد والافتقار إلى المبادئ العلمية الأساسية في التدريس، وضعف الانفاق على البنى التحتية وانعدام الخدمات وغيرها من الأمور التي أسهمت في تدني هذا القطاع.
وأثر إغلاق المدراس في العراق على ما يزيد عن 11 مليون طفل
فيما اعلن منتدى دافوس الاخير الذي انعقد في سويسرا أن العراق لم يحظَ خلال السنوات الماضية بأي تصنيف في المؤشر العالمي لجودة التعليم في العالم.
التعليم الالكتروني في العراق
وبسبب تفشي وباء كورونا وصعوبة حضور الطلبة و التقييد وغلق المدارس ، قررت وزارة التعليم العالي العراقية أن يكون التعليم الكترونياً عبر منصات التواصل ومواقع التعليم عن بعد.
في خطوة يفترض أن تنقذ الواقع التعليمي وتنهض به لكن مشرفين وتربويين أكدوا أن المنصات الالكترونية ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ الطلبة والتلاميذ ﻋﻤﺎ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺪروس لإﻛﻤﺎل المنهاج اﻟﺪراﺳﻲ وسيلة غير ناجحة
موضحين أن هذه الطريقة أسهمت في تقاعس الكثير من الطلبة عن الدراسة، فضلا عن فقدان الرغبة في الاستمرار، لأن الأمور بدت غير جدية وحازمة.وأن غالبية التلاميذ وجد المنصة الالكترونية والتعلم عن بعد “فرصة ” للعب واللهو بسبب ثقافة المجتمع تجاه الإنترنت وحرص الأهالي دوماً على إبعاد أبنائهم، بل ومعاقبتهم حال استخدامه لتداعيات عدوها أخلاقية، فضلا عن ضعف سرعة الإنترنت وكذلك ارتفاع أسعارها.
ويرى اخرون أن غياب التواصل المباشر بين الأستاذ والطالب يؤثر كثيرا على استيعاب المادة العلمية؛ إذ يغيب التواصل البصري والوجداني والمناقشات التوضيحية داخل القاعة الدراسية في التعليم الإلكتروني؛ “فهو يقتل المنافسة وروح الحماسة داخل الطلبة.
وتقول وزارة التخطيط العراقية إن ” هناك 30 بالمئة من العراقيين يقبعون تحت مستوى خط الفقر، الذي حددته بدخل شهري يصل إلى 115 ألف دينار (نحو 80 دولارا) شهريا.
وبينما يجبر فيروس كورونا الأطفال على الدراسة في المنازل، تبدو آثاره أكثر وضوحا على الأطفال الفقراء، الذين لا يمتلك كثيرون منهم الموارد الكافية للاشتراك بالخدمة.
منصة التعليم الالكتروني جزء من مشروع دعم وتطوير اعتماد التعليم الالكتروني الذي نفذه برنامج تحديث القطاع العام العراقي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولكنه فشل في بلد نخره الفساد والازمات.
الحلول
يستطيع العراق أن يستخلص دروسا من الأزمة الصحية الحالية كي يحول التعافي إلى فرصة لإعادة البناء على نحو أفضل. ويحتاج العراق أكثر من أي وقت مضى إلى حماية التعليم من أجل الأطفال الأشد فقرا والأكثر حرمانا في الوقت الراهن. ويقترح البنك الدولي 3 مراحل للاستجابة على مستوى السياسات:
(1) التكيف: الاستجابة الطارئة للتعليم حيث ستبقي الأطفال آمنين وتدعم استمرار التعليم في آنٍ واحد.
(2) إدارة الاستمرارية: مع إعادة فتح المدارس، يحتاج العراق لضمان السلامة، وخفض تسرب الطلاب إلى الحد الأدنى وبدء تعافي عملية التعلم لاستعادة قدرة التعليم على بناء الرأس المال البشري.
(3) التحسين وتسريع الوتيرة: استغلال الفرص الجديدة لإعادة بناء الأنظمة التعليمية على نحو أقوى وأكثر مساواة مقارنة مع الوضع في الساب.
عودة المدارس والموسسات التعليمية حضوريا
وفي خطوة مختلفة عن السنتين السابقتين بدأ صباح اليوم الإثنين، العام الدراسي الجديد 2021-2022 في مدارس العراق عدا إقليم كوردستان حضوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر فاروق في تصريح للصحيفة الرسمية تابعها االمسرى , إن 11 مليونا و 65 ألف تلميذ وطالب في المدارس ومعاهد الفنون الجميلة والتعليم المهني باشروا الدوام، وكذلك بنسبة دوام تبلغ 100 % للهيئات التدريسية والتعليمية وسط استعدادات استباقية واسعة.
قرار إعادة فتح المدارس هو قرار معقد للغاية، وغالبا ما يضع صناع السياسات وإدارات المدارس والآباء والمعلمين في مناقشات حامية الوطيس حول الفرص الضائعة والسيطرة على المخاطر.
وفي النهاية يتطلب اليوم تحرك حكومي فعال وسريع لكبح تأثير فيروس كورونا على التعليم في العراق لانقاذ مايمكن انقاذه.