خبير في الطاقة: أزمة الكهرباء بحاجة إلى ستراتيجيات لمعالجتها
أكد الخبير والباحث في شؤون الطاقة الدكتور دريد عبدالله ضرورة وضع استراتيجيات لمعالجة أزمة الكهرباء، مشددا على أن الفساد وسوء التخطيط أبرز أسباب الأزمة.
وقال الدكتور دريد عبدالله خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن شبكة الكهرباء في العراق بشكل عام بحاجة إلى تطوير قطاعاتها الخمسة بالتوازي، موضحا انه عند تطوير قطاع او اثنين من تلك الشبكة وترك البقية فإن النتيجة ستكون وكأنك لم تطور شيئا وهذا ما يحدث في العراق منذ 2003، مشددا على أن شبكة الكهرباء تسمى شبكة منطقية وهو ما يعني أنه كلما تم صرف الأموال عليها والاستثمار فيها ستعطي كفاءة، وهذا ما لم يحدث في العراق.
وأضاف الدكتور عبدالله، أن الأموال التي صرفت على قطاع الكهرباء لحد الآن تسمى إستثمارية وهي الأموال التي توفرها الدولة العراقية لقطاع الكهرباء، مشددا على أن ذلك لا يساعد العراق في حل أزمة الكهرباء حتى وإن تضاعفت الأموال المصروفة، مؤكدا الحاجة إلى تفعيل فكرة أن الكهرباء جسم بحاجة إلى تطوير جميع قطاعاتها بالوقت نفسه أو لا شئ.
د. دريد عبدالله: الأموال التي تصرف على الكهرباء لا تنهي معاناة المواطنين
ولخص الدكتور عبدالله أبرز أسباب مشكلة الكهرباء في العراق، موضحا أن المشكلة مركبة وهناك فساد وسوء تخطيط وتهالك للبنى التحتية، فضلا عن الأهم من كل ذلك وهو قلة الاستثمارات والتخصيصات لقطاع الكهرباء وهو جزء أساسي من المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع، مبينا أن العراق وخلال العقدين الماضيين خصص مبلغا نحو 150 مليار دولار للكهرباء، مضيفا لكن هذا الرقم صغير قياسا بالسنوات وهو ما يعني أن الكهرباء لا تطور نفسها بنفسها، والدولة تخسر المليارات سنويا في قطاع الكهرباء لقلة الواردات وزيادة التكاليف لتطويره.
د. دريد عبدالله: قطاع الكهرباء يعاني من الفساد وسوء التخطيط
وشدد عبدالله على أن سوء الادارة في العراق هي أحد الأسباب التي تجعل المشكلات غير مفهومة للمواطن، مبينا أن وزارة الكهرباء لا تعطي المواطن الحقيقة وتناور والمواطن بالنهاية لا يحصل على الكهرباء، مشيرا إلى أن أزمة الكهرباء بحاجة إلى حلول ناجعة لا تأتي من التصريحات للإعلام والهروب من المسؤولية، مؤكدا ان المسؤولية الكبرى تقع على وزارة الكهرباء والحكومة في التركيز على استراتيجيات معينة لحل الأزمة.
وانتقد الدكتور عبدالله ما تقوم به الطبقة السياسية من إيجاد مبررات لفشلها في معالجة أزمة الكهرباء والمشكلات الموجودة، واصفا هذا الاسلوب بمسامير جحا وتعليق أي مبرر بها واتهام الولايات المتحدة وروسيا وغيرها بعرقلة معالجة أزمة الكهرباء، مشددا على أن الكهرباء منظومة مادية وليست فكرية وهي بحاجة إلى حل مادي يكون بايجاد استراتيجيات وتطبيقها بشكل صحيح على الأرض.