المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
تسارعت الأحداث في العراق بعد التوترات السياسية التي تشهدها البلاد، حيث الحراك المقتضب للقوى الفائزة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول شكل الحكومة الجديدة، وتصعيد المواقف والاحتجاجات والاشتباكات مع القوى الأمنية للكتل والكيانات الرافضة لنتائج الانتخابات، والتي أدت إلى سقوط ضحايا، تلتها نجاة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من”محاولة اغتيال فاشلة” عبر مسيرة مفخخة.
تُرى، إلى أين يمضي العراق بعد الانتخابات الأخيرة؟ هل أن ما يشهده العراق حاليا، هو فتنة؟
تطورات خطيرة يشهدها العراق
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عدنان السراج، يقول ” تطورات خطيرة يمر بها العراق، من ناحية فضَّ أعتصامات المتظاهرين بالقوة وسقوط قتلى وجرحى، إلى حرق الخيم وسيارات البث المباشر للقنوات الإعلامية، هذه التطورات توحي للمتابع أن هناك توجه مُبيّت لإشعال الفتنة في البلاد”، مبينا أن ” المشاهد المصورة التي ظهرت للإعلام والتقارير والأخبار الصحفية التي تنشر، تتحدث عن العنف المفرط الذي استخدم لتفريق تلك التظاهرة”.
إشعال نار الفتنة
السراج أضاف لـ( المسرى) ” بالتأكيد من يريد الإضرار بالعراق، هو نفسه الذي أشعل تلك الفتنة، ويريد أكمالها، كي ينظر إلى العراق وكأنه دولة غير مستقرة، وأصبح أداةً لعدم الاستقرارفي المنطقة للمرحلة القادمة، ومما يوجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن واميركا بالبقاء في العراق فترة أطول، لافتاً “أن إثارة هكذا استهداف للدولة ومن خلال رئيس الوزراء كأعلى سلطة تنفيذية في البلاد، هو مخطط لإستدراج العراق نحو الفوضى، وإعلان حالة الطواريء لاحقا”.
ردود الافعال ستظهر الخارطة القادمة للعراق
ومن جهته أوضح المحلل السياسي مناف الموسوي لـ( المسرى) أن ” الأزمة في العراق أخذت مسارات خطيرة، خصوصاً مع استهداف رأس النظام، القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة العراقية، ولكن بالنتيجة كان خطاب رئيس الوزراء واضحاً، عندما طلب من الجميع “ضبط النفس والتهدئة والحوار البنّاء بين الكتل السياسية”، معللاً الحل في هذه المرحلة بـ( الحوار الجدي والبناء للأطراف السياسية المتخاصمة وجلوس السياسيين على طاولة واحدة، بهدف حلحلة جميع الإشكاليات الموجودة في العراق”. كما بيَّن الموسوي أن “العراقيين اليوم وغداً، هم بأنتظار ردود الأفعال، وعلى أثر ذلك سيظهر للجميع الخارطة التي يمضي عليها العراق في الفترة القادمة”.
من يطفىء نار الفتنة؟
وسط تجاذب النفوذ الإقليمي والدولي على العراق، أجريت الانتخابات المبكرة في البلاد، بهدف إخراج العراق من المشاكل السياسية والاقتصادية التي كان يعانيها، ولكن يبدو أن تلك الانتخابات كما يقول المراقبون والمحللون قد أفرز برلماناً “شذر مذر” عسى أن يتوافق المتخاصمون الأبرز للوصول صيغة أو حل يرضيهم كأضعف الإيمان على منصب رئيس الوزراء القادم ويطفئوا نار الفتنة.