المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
ازداد في السنوات الأخيرة توجه الشباب العراقي ذكوراً وإناثا إلى اتمام دراساتهم الجامعية خارج البلاد، فماهي اسباب هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن للحكومة أن تنهض بواقع التعليم في البلاد وترفع من مكانة الدراسات العليا وتجعلها في مصاف جامعات الدول المتقدمة والمعترف بها لتمنع خروج الطلبة للدراسة؟
أركان العملية التعليمية في العراق منهارة
الأكاديمي والباحث بجامعة ستوكهولم الدكتور سلام الطائي يقول” إن أركان العملية التعليمية في جميع دول العالم (مدارس وجامعات) تعتمد على المنهج والمدرس وأجهزة التعلم الذكية المجانية، وتقدم الحكومة للطلبة كافة التسهيلات والمستلزمات المجانية، للاستمرار في التعلم والدراسة، ولكن في بلادنا إما سرقت أو تم تدميرها، وأصبح القسم الآخر منها قديما وغير منسجم من النظام التعليمي العالمي”، مبيناً ” أنه يجب على الحكومة أعتماد قانون الإبتعاث، ومنح الطالب المبتعث راتباً مناسباً حسب كل دولة من دول الدراسة، كما كان معمولاً به قبل عام 2003 “.
العراق متخلف عن ركب التعليم والتعلم
وأضاف الطائي لـ( المسرى) أن ” تقرير مؤشر الإبتكار الدولي قد أشار إلى أن العراق منذ 2012 قد تخلف علمياً، وبأنهيار الأركان التعليمية المدرس والمنهج ووسائل التعليم الحديثة، إختلت معاييرقياس التفوق العلمي في البحوث ومناهج المعرفة، هذا إلى جانب إقصاء الباحثين والاكاديميين خلافاً لقوانين الدولة، قد اضعف ذلك العلمية التربوية والاكاديمية في العراق دون وجه حق، كما ان الدولة لا تسعى إلى بناء مؤسسات تربوية وتعليمية، إنما تعمل جاهدة على بناء دولة بوليسية”.
فرص التعيين أوفر أمام خرجي الخارج
أما الباحث النفسي الدكتور فالح القريشي فيرى أن ” هناك من يعتقد ان الحصول على شهادة دراسية من الخارج هي أعلى مستوى ( علميا – قبولا)، وله فرصة أكبر في التعيينات عندما يعود إلى العراق، اضافة إلى تعلم الثقافات واللغات، ولا ننسى كذلك الأبعاد السياسية التي تجبره على الإبتعاث”، لافتاً إلى ” مقبولية واحترام ووجاهة ذلك الشخص إذا كان حاصلاً على شهادة جامعية في إحدى دول الخارج”.
التعلم في الخارج وجاهة و مقبولية في الداخل
وبين القريشي لـ( المسرى) أن الخبرة العلمية والحياتية والإجتماعية والشخصية التي أكتسبها المبتعث من الخارج لم يكن ليحصل عليها إذا كان في الداخل، لأن التعليم في العراق تدهور ويسير نحو الانهيار والتخلف، بسبب الوضع السياسي والقلق و الحروب”، منوها إلى أن ” المجتمع العراقي ككل أصبح مجتمعا طارداً وليس جاذباً”.
صعوبات القبول في الجامعات العراقية
ومن جهتها تقول الأكاديمية والناشطة في مجال حقوق الأنسان الدكتورة بسمة حبيب لـ( المسرى) إن “هناك صعوبات كثيرة في شروط القبول بالجامعات العراقية، منها المعدل والقبول المركزي والمقاعد، لذا يلجاَ الشباب العراقي إلى البحث عن جامعات أخرى خارج البلاد، لسهولة القبول بالمعدل ووجود مساحة أكبر للقبول بالتخصصات، وحسب الكلية والقسم والاختصاص الذي يريدونه (أي الشباب)، مبينة أن” القبول المركزي هو أحد الأسباب الرئيسة لعزوف الشباب عن الدراسة في الداخل”.
الابتعاث فرصة لتعلم العادات والخبرات
وترى الدكتورة حبيب ان هناك سبباً آخر للإبتعاث، ألا وهو السياحة، حيث اوضحت أن ” سفرالطالب المبتعث إلى الخارج هو فرصة للتعرف على عادات وتقاليد وثقافات ولغة دول أخرى، وإيجاد فرصة للعمل بعد التخرج في تلك الدول، لأن العراق يعاني من البطالة وقلة فرص العمل، حتى إن تخرج الطالب لا يجد فرصة للعمل”، مستدركة بالقول “ان عدد الخريجين في العراق يزداد سنويا بشكل ملحوظ، لذا يبحثون في الخارج عن تخصص جديد قد يكون أملاً في الحصول على فرصة عمل داخل بلدهم”.
50 مليون دولار قيمة ما ينفق على التعليم في الخارج
وتشير الأرقام حسب المسؤولين العراقيين إلى أن قيمة المبالغ التي يصرفها المبتعثون على التعليم خارج العراق، تقدر بـ(50) مليون دولار ضمن الدراسات الأولية والعليا في الجامعات العربية والأجنبية.