بعد ان كان العراق من افضل الدول من ناحية النظام التعليمي , وأول دولة في منطقة الشرق الأوسط استطاعت القضاء على الأمية بشكل تام في فترة الثمانينات استنادا للتقارير الصادرة عن منظمة اليونسكو ، لكن فداحة الظروف السياسية والامنية والاقتصادية التي يمر بها العراق منذ عام ٢٠٠٣ وما سبقها ، وضع العراق على أعلى هرم الأمية في العالم.
وحدد الثامن من أيلول/سبتمبر، اليوم العالمي لمحو الأمية؛ إذ أعلنته اليونسكو عام 1966 لتذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية ، وتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.
كورونا والانغلاق العام
وزاد انتشار الوباء كورونا الطينة بـلا , حيث كان لها تأثير سلبي كبير على مستوى التعليم وانتشار الامية.
واعلنت منظمة الامم المتحدة في وقت سابق انها تعمل على مشروع إستراتيجية اليونسكو لمحو أمية الشباب والكبار (2020-2025)
التعليم بين تاريخ مشرف وانتشار الامية
ولا يخفى أن العراق كان يمتلك نظاماً تعليمياً رصينا,إذ منح اليونسكو العراق في 1968 خمس جوائز، عندما كان التعليم إلزاميا ويعاقب من يتخلف عن إلحاق أبنائه في المدارس وانتشرت مراكز محو الأمية. ففي عام 1979 حاز العراق على جائزة منظمة اليونسكو في القضاء على الأمية والذي جرى ضمن حملة وطنية شاملة من عمر 15-45 سنه ، إذ تشير تقارير “اليونسكو” و”الأمم المتحدة” بان مؤشر الأمية قد انخفض إلى 27% وتشير بعض المصادر بأن نسبة الأمية انخفضت إلى 10%.
وحسب التقارير، كانت نسبة الأمية في العشرينات من القرن الماضي بين النساء في المدينة 90% وفي الريف 99%.
وفي عام 1991 امتلك العراق نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك نسبة عالية للقادرين على القراءة والكتابة كانت في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
إن معظم الإحصائيات بعد 2003 غير دقيقة, و السبب يعود إلى ضعف التخطيط المركزي، و ذلك لانهيار البني التحتية لقطاعات الدولة بفعل الظروف التي مرت بها البلاد, فلذا سنذكر النسب من عدة مصادر.
“أمية مقنعة يعززها نظام تعليمي غير فعال”
ووفق تقرير لليونسكو في عام 2004 , والذي حمل عنوان ( الأمية بين صفوف النساء فوق البالغات في العالم) تراوحت نسبة النساء اللواتي لم يكملن الدراسة الابتدائية في المدن العراقية من عمر (15- 24) بحدود 38%، بينما وصلت نسبة الأمية في العراق الى 65% وهي اقل مما في الأردن 86% أو سوريا 75% و جاء تسلسل العراق بالدرجة الرابعة من الدول المتخلفة حضاريا.
و بحسب إحصائيات اليونسكو لعام 2007 لدينا قرابة 6 مليون أمي بالعراق.
اما المصادر التربويَّة في العراق تشيرإلى أن تقديرات رُصِدت في الفترة بين 2008 و2009 تشير إلى وجود خمسة ملايين أُمِّي في العراق، أكثر من 60% إلى 65% منهم من النساء، وأن تقديرات العام 2010 تفيد أن هذا العدد ازداد كثيرًا وتجاوز سبعة ملايين.
وفي عام 2020 أعلنت وزارة التربية العراقية أنه لا توجد أرقام حقيقية لأعداد الأميين في البلاد لكن من الممكن أن يكون خمسة ملايين أميّ.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة الأمية في العراق بين الإناث ممن تزيد أعمارهن عن 10 سنوات،ارتفعت لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8%
وفي 2021 فشل العراق من جديد حتى في الوصول إلى أدنى المراتب في التصنيف العالمي لعام 2021 لجودة التعليم، الذي ضم 180 دولة، فبقي خارج سلم التصنيف.
وإلى جانب مؤشر دافوس كان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أيضاً تقييم لمستوى التعليم في العراق، فقد قالت إن الصراعات في هذا البلد “دمرت نظامه التعليمي الذي كان يعد فيما مضى أفضل نظام تعليمي في المنطقة.
تحذيرات من تفشي الامية
حذر كتاب ومثقفون من تفشي الأمية في العراق لانها ظاهرة خطيرة ستهدد كيان المجتمع مستقبلا لذا يجب الانتباه لها, مع التأكيد على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في استثمار الإنسان أولا وليس في الحجر كما حصل في اليابان وسنغافورة وماليزيا والبرازيل وشيلي حيث وضعت تلك الدول برامجا للقضاء على الأمية الثقافية والمعرفية وليست الأمية الأبجدية.
“تمثل النساء ثلثي إجمالي عدد الأشخاص الأميين الراشدين في العالم المقدر عددهم بنحو ثمانمئة مليون شخص”.بحسب الامم المتحدة
المراة العراقية الحلقة الاضعف
كانت المرأة ولازالت في العراق من أبرز ضحايا انهيار الأوضاع عموما وحقوق الإنسان خصوصا. فيما عزت وزارة التربية العراقية، ارتفاع نسبة الأمية في البلاد بشكل عام ، إلى عدة عوامل، منها اقتصادية وأمنية. فالعاملين الأمني والاقتصادي أثرا بشكل كبير في زيادة أعداد الأميين في العراق، كما أن النزوح القسري بسبب داعش، ومشاكل اقتصادية من الممكن أن تدفع بعوائل للنزوح من جنوب العراق إلى مناطق أخرى، أثرا بشكل كبير في تفشي الأمية وزيادة أعدادها.
فيما يقول مشرفون تربويون إن عوامل عديدة تقف خلف عدم تمكن المراة العراقية من ممارسة ابسط حقوقها الا وهو التعليم وابرزها العادات والتقاليد والبصمة الذكورية التي تطفي على المجتمع العراقي وخاصة في المناطق الريفية حيث كان لها الدور الاكبر في حرمانهن من التعليم , والزواج المبكر, وقة الوعي ,هذه من ناحية من ناحية اخرى سوء الاوضاع الامنية والاقتصادية التي تعصف بلبلاد على مدى عقود .
المجتمعات الريفية
واعلنت اليونسكو في وقت سابق أن المجتمعات الريفية تأثرت بالأمية بشكل اكبر من المجتمعات الحضرية بالرغم من أن نسبة النساء الأميات في كلا المجتمعين هو أكثر من نسبة الرجال الأميين. وإن أقل من 50% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 – 24 سنة ممن يعشن في المناطق الريفية متعلمات مقارنة بـ72-80% من النساء المتعلمات من نفس الفئة العمرية في مناطق حضرية أكثر قربا من العاصمة.
الزواج المبكر
ومن خلال نتائج دراسات ميدانية تم التوصل الى ان الزواج المبكر للفتيات له تأثيرات سلبية على التحصيل الدراسي لهن حيث اجابت الغالبية العظمى من المبحوثات و بنسبة 89% بأن الزواج المبكر يؤثر على مستوى تحصيلهن الدراسي بسبب الأعباء التي تلقى على عاتق الفتاة بعمر مبكر .
اهمية التعليم للأم
يقول تربويون واخصائيون في عمومًا تقع مسؤلية تنشئة الاطفال وتربيتهم بالشكل المطلوب على عاتق الأُم بالدرجة الاولى في اغلب المجتمعات ، ويعود ذلك لعدة اسباب معروفة ومصادق عليها من قبل الغالبية. ولا ننسى أن التعلم هو تطوير الذات وتهذيبها أولا ونقل ما تم تعلمه للطفل باعتبار الأم مدرسة أولى تغرس بذورها الاولى في بناء شخصية الطفل
وبحسب إحصائية لوزارة التخطيط العراقية فإن نسبة الأمية منذ عام 2003 بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات بلغت 13%، أما نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية بلغت 93%.
من جهة اخرى لاننسى ان هناك امهات غير متعلمات تخرجت على ايديهن اجيال واعية، إلا انه المثقفة المتعلمة يكون دورها اكبر في تعليم الطفل .