تعاني المعالم الاثرية في محافظة سامراء من التركة والاهمال الحكومي المستمر لسنوات عديدة وباتت الكثير منها مهددة بالاندثار وقد صَلِيت المدينة بنار العنف الطائفي بعد الغزو الأميركي للعراق. أدرجتها منظمة اليونسكو عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي.
ويطالب مراقبون واقتصاديون بتشكيل لجنة مختصة لحماية الاثار والحفاظ على ما تبقى منها، ويرون ان استثمار الاماكن الاثرية سياحيا سيعود بمنافع اقتصادية كبيرة ويشغل الايدي العاملة من العاطلين من ابناء المحافظة.
يقول المراقب انمار عبد العظيم للمسرى: ان “المعالم الاثرية تعتبر قيمة تاريخية وحضارية في العراق ومنها الاماكن الاثرية في مدينة سامراء، واهمها منارة المئذنة الملوية في المدينة والتي تعتبر صرحا حضاريا تتغنى به كل شعوب العالم، مضيفا ان هذه الملوية وغيرها من الاثار لم تتلق الدعم والاهتمام الحكومي من قبل كل الحكومات العراقية المتعاقبة بعكس حكومات العالم التي تولي العناية والاهتمام بكل الاثار وتدعمها وتخصص اموالا لها من اجل ترميمها والحفاظ عليها”.
وناشد عبد العظيم “الحكومة المحلية ومجلس محافظة صلاح الدين بالالتفات الى المئذنة الملوية في مدينة سامراء وايلائها الاهمية والدعم الكامل”.
من جانبه اضاف الخبير الاقتصادي محمد سالم للمسرى، ان “محافظة صلاح الدين تزخر بالاثار والمواقع التراثية والاثرية كمدينة سامراء التي تشتهر بملوياتها ومنها ملوية ابي دلف والملوية الرئيسية والجامع الكبير وقصر العاشق وبركة قديمة ومقر الدولة العباسية سابقا، اضافة الى جسر تاريخي والذي يعتبر من الجسور القديمة جدا ويعود تاريخه الى عصر الدولة العباسية والعديد من الخانات وغيرها من المعالم التاريخية”.
واكد سالم، انه “ليس هناك اي اهتمام بهذه المعالم الاثرية في سامراء من قبل وزارة الثقافة العراقية التي من واجبها ان تقوم باستثمار او عرض هذه المواقع الاثرية والتاريخية للاستثمار السياحي، لانه في كل دول العالم يتم استثمار المواقع التراثية والاثرية وافتتاحها امام الزائرين، خاصة الاجانب منهم”.
واشار الى ان “العمق الحضاري للعراق 7000 سنة، داعيا وزارة الثقافة والسياحة والاثار الى الاهتمام بهذا الجانب وكذلك الحكومة الاتحادية، لان الجانب السياحي من الجوانب المهمة اقتصاديا وثقافيا في العراق”.
أهم المعالم الاثرية في سامراء
تزخر سامراء بالمآثر التاريخية والحضارية التي جعلتها محطة سياحية مهمة داخليا وخارجيا، وجعلت منظمة اليونسكو تدرجها عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي.
تحتضن المدينة ضريحي علي الهادي والحسن العسكري (الإمامين العاشر والحادي عشر من أئمة الشيعة الاثنى عشرية)، وسرداب سامراء الذي يعتقد الشيعة أن به المهدي المنتظر، ما جعلها محجا ومزارا لشيعة العالم في عدد من المناسبات.
ومن أبرز معالمها: المسجد الجامع ومئذنته الملوية أو اللولبية، أسسه الخليفة العباسي المتوكل، وسور سامراء، له 19 برجا وأربعة أبواب، منها باب بغداد الذي بقي صامدا حتى 1936، وقصر الخلافة العباسية، وجامع أبي دلف.
وفيها آثار مسيحية ويهودية كمعبد التوراة أو ما يعرف بحي اليهود، بقي حتى خمسينيات القرن العشرين.