المسرى…. تقرير: فؤاد عبد الله
وضعت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي امن وهيبة الدولة على المحك، فقد مثل استهداف شخصه استهدافا للدولة وكينونتها وللنظام وللعملية السياسية برمتها، واصبحت الدولة امام عملية تحدٍ سيادي واضحة، هناك من يرى ان الحكومة عليها التأني في الرد على تلك التحديات، وهي بحاجة الى فترة هدوء، لتجد طريقة مبدعة للحل السياسي، فيما يرى آخرون أن على الدولة ان ترد بحزم، حفاظا على هيبتها.
الهيبة والأحترام
يقال ان الانظمة السياسية نوعان احدهما يعتمد على الهيبة والاحترام، والاخر على الشعبية التى قد لا تستند الى اسس موضوعية ترتبط بالمصالح العليا للوطن فى فترات معينة.
العراق يمر بأزمة حقيقية
وفي هذا السياق يقول رئيس اكاديمية التطوير السياسي والحكم الرشيد عبد الرحمن الجبوري لـ ( المسرى) انه “تمر الدولة العراقية والفاعل السياسي العراقي في الوقت الحاضر بأزمة حقيقية، الا وهي إتخاذ قرارتنفيذي بانهاء نتائج الإنتخابات، سواء على مستوى تصرفات الدولة تجاه المتظاهرين او تصرفات القوى التي لا تريد للدولة ان تنهض”، مضيفا بالقول ان “تصرفات الدولة مع المتظاهرين باستخدام السلاح كانت تصرفا غير طبيعي، وبالمقابل فان الدولة أمام عملية تحدٍ سيادي واضحة نتيجة قصف منزل رئيس الوزراء أعلى سلطة تنفيذية في العراق”.
استهداف الكاظمي تحدٍ لكينونة الدولة
الجبوري اشار كذلك الى ان “استهداف منزل اعلى سلطة تنفيذية في البلاد هو تحدٍ لكينونة الدولة العراقية وللنظام وللعملية السياسية برمتها في العراق”، مشيرا الى ضرورة “تأني الحكومة في الرد على تلك التحديات، لانها الآن – اي الحكومة- تحتاج الى فترة هدوء، بهدف ايجاد طريقة مبدعة للحل السياسي في البلاد”.
اعطاء فرصة للدولة للرد على التحديات
ويستبعد رئيس اكاديمية التطوير السياسي والحكم الرشيد ان ” تُحل تلك التحديات والقضايا سياسيا على المدى القريب، وكذلك عدم امكانية حلها بشكل عسكري”، مؤكدا “استمرار الاتصالات والمشاورات بهدف تهدئة الاوضاع، الى جانب اعطاء فرصة للدولة للرد على تلك التحديات”.
العراق يواجه تطورات خطيرة
ومن جهته، يقول سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي لـ ( المسرى) ان ” التطورات التي شهدها العراق في الفترة الاخيرة وخاصة الايام القليلة الماضية، سواء اكانت بخصوص المواقف الاحتجاجية الرافضة لنتائج الانتخابات او التطور الاخير المتعلق باستهداف منزل رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” بهدف اغتياله، هي تطورات خطيرة على اكثر من مستوى”.
الانتخابات فاقمت الأزمات
واضاف “ان المستوى الاول من الخطورة يتمثل بنتائج الانتخابات التي كان يراد منها ان تكون فاتحة خير لحل المشاكل في البلاد وفتح الطريق نحو الاستقرار وحل الازمات، ولكن بالعكس قد تكون بالنهاية سببا لتفاقم الازمات”، لافتا ان ” الادعاءات والاتهامات بشان تزوير الانتخابات من عدمها هي مسألة قائمة ومهمة وتحتاج الى اثبات”.
ويعد الحفاظ على امن وهيبة الدولة، واجب وطني واخلاقي، لان الدولة بحد ذاتها تعمل على إحداث حالة من الانضباط العام وضبط إيقاع المجتمع، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاطر القانونية والاخلاقية المتصلة بمشروعية الحكم، والتوفيق بين شيء من الصرامة فى مواجهة التجاوزات مع ضمانات للحريات العامة واحترام حقوق الانسان.